«الشيوعي السوري الموحد»: دعماً للصمود الوطني ومواجهة مخططات الهيمنة وتسريعاً لوتيرة الإصلاح نقول: نعم للدكتور بشار الأسد

يا جماهير شعبنا السوري المناضل

تشهد بلادنا هذه الأيام حدثاً كبيراً وهاماً يتمثل بالاستحقاق الدستوري، الذي يقضي للمرة الأولى منذ خمسين عاماً، باختيار رئيس الجمهورية عن طريق الانتخاب التعددي وبإشراف القضاء على العملية الانتخابية بكاملها.

وواضح أن هذا الاستحقاق هو جزء من عملية إصلاحية تجري منذ عدة سنوات للتشريعات القائمة، بالاستناد إلى الدستور الذي أُقرّ عام 2012 والذي حدد توجه البلاد نحو نظام ديمقراطي تعددي، ونصّ على إعادة النظر بالكثير من التشريعات التي صدرت في الظروف الاستثنائية التي أحاطت بصدور الدستور، لكي يكون الانتقال الديمقراطي حقيقياً وعملياً. ومما يؤلم النفوس أن هذه الانتخابات تجري في وقت تواصل فيه المجموعات الإرهابية المسلحة، المدعومة من دول الغرب الرأسمالي والرجعية العربية والتركية، عدوانها الوحشي على المواطنين السوريين الأبرياء وعلى المراكز الخدمية كالماء والكهرباء والمدارس، بالرغم من الضربات الموجعة التي يتلقاها هؤلاء على يد الجيش العربي السوري الباسل. إنهم يسعون لتعطيل الحياة الطبيعية للمواطنين والاقتصاد الوطني، وإحداث فراغ دستوري وسياسي، لإضعاف التماسك الذي تميزت به الدولة منذ بداية الأزمة حتى الآن. ويصر شعبنا على التمسك بإرادة الحياة، وممارسة حقوقه الطبيعية في كل الأمور، والاستفادة من كل فرصة واستحقاق للتعبير عن رأيه، والمناداة بحقوقه ومطالبه، بالرغم من العوائق التي يفرضها الحصار والإرهاب ضد سورية، وكذلك بالرغم من الروح  البيروقراطية وعقلية احتكار السلطة التي ماتزال موجودة لدى بعض المسؤولين الذين يعيقون التغيير الديمقراطي السلمي في البلاد.

إن الشعب السوري الذي انتظر كثيراً لتحقيق مطالبه السياسية والاقتصادية والاجتماعية والديمقراطية، ولم يكلّ أو يملّ من إعلاء صوته بشأنها حيثما أتيحت له الفرص، بالرغم من عدم وجود التجاوب الكافي من الأجهزة السلطوية، ومع ذلك لم ييأس، وسوف يواصل المطالبة بحقوقه ومطالبه التي تتلخص فيمايلي:

1. الدفاع عن سورية ضد الحلف الاستعماري الرجعي، وتطهير البلاد من المرتزقة وحملة السلاح، والسير في هذه العملية جنباً إلى جنب مع مساعي الحل السياسي الذي يجنب البلاد المزيد من سفك الدماء ويحفظ لسورية سيادتها واستقلالها وكرامتها الوطنية.

2. تحرير الجولان تحريراً كاملاً من رجس  الاحتلال الإسرائيلي بكل الوسائل الممكنة، ودعم الشعب الفلسطيني في نضاله الدؤوب للحصول على حقوقه الوطنية، وخاصة حقه في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وضمان حق العودة للاجئين الفلسطينيين.

3. الاهتمام الشديد بالمهجرين وتأمين الإقامة الإنسانية اللائقة لهم، وتسهيل عودتهم إلى مدنهم وقراهم والبدء بحملة إعادة الإعمار.

4. العمل على استمرار عملية المصالحة الجارية وتعميمها على المحافظات كافة، والنظر إليها على أنها أحد مرتكزات الحل السياسي.

5. القيام بعمل سياسي وأهلي واسع لتصحيح الوعي الاجتماعي لدى فئة من الشباب، ونشر  العلمانية وإشاعة روح العصر في مناهجنا الدراسية وحياتنا الطبيعية، ومحاربة الفكر الظلامي الأسود المسؤول عن ذبح المواطنين وتجهيل الكثير من الشباب.

6. إقرار نهج اقتصادي واجتماعي، على المستوى الاستراتيجي، يقود البلاد إلى اقتصاد تعددي تنموي رعائي بقيادة الدولة، ويضمن توزيعاً عادلاً للثروة الاجتماعية، ويضع حداً لنمو البرجوازية الطفيلية بشتى شرائحها ويُعلي قيم العمل الشريف.

7. تخليص المواطنين من آفة التلاعب بالأسعار واحتكار تجارة السلع، ومن أثرياء الحرب، ومن الفساد والفاسدين.

8. إطلاق الحريات الديمقراطية التي هي ترجمة حقيقية للنظام التعددي الديمقراطي الذي نصّ عليه دستور عام ،2012 وهذا يتطلب:

أ- فصل السلطات وتطبيق مبدأ سيادة القانون واستقلال القضاء.

ب – طيّ ملف الاعتقال الكيفي والتعذيب، والإفراج عن المعتقلين السياسيين أو تقديمهم للمحاكمة ، واحترام المهل القانونية التي نص عليها الدستور بهذا الخصوص.

جـ- توسيع الرقابة الشعبية،  بإطلاق حرية الصحافة والقول والتعبير.

و – ضبط الممارسات غير الأخلاقية التي يقوم بها أفراد من بعض الأجهزة بحق المواطنين وممتلكاتهم.

يا جماهير شعبنا!

لقد تولى السيد الدكتور بشار الأسد سدّة الرئاسة عام 2000 وبذل جهوداً كبيرة للقيام بإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية شتى. وقد نجح في إدخال بعض هذه الإصلاحات في شرايين الدولة، ونأمل أن يجري استكمالها بأسرع وقت ممكن، بالتعاون  مع جميع القوى الوطنية في البلاد. وقد وقف بشجاعة إلى جانب المقاومة الوطنية اللبنانية والفلسطينية، وتحدى الضغوط الاستعمارية والصهيونية التي حاولت إركاع سورية، ولم تفلح في ذلك، وأبى إلا أن يحافظ على القرار الوطني المستقل لسورية.

ونحن، انطلاقاً من ذلك ، ومن قناعتنا بثبات السياسة الوطنية والقومية لسورية، التي تنسجم مع أهداف حركة التحرر الوطني العربية والعالمية، ندعو المواطنين الكرام للتوجه إلى صناديق الاقتراع والتصويت للمرشح الدكتور بشار الأسد لمنصب رئيس الجمهورية، لأن في ذلك دعماً لسياسة الصمود الوطني التي تنتهجها سورية وتحدياً للهيمنة الاستعمارية العالمية.

دمشق 11 أيار 2014

الحزب الشيوعي السوري الموحد

العدد 1105 - 01/5/2024