يوسف أفندي مجدّد الشباب

 يوسف أفندي أو اليوسفي، فاكهة يحبها الجميع. وترجع قصة تسمية هذه الفاكهة باليوسفي إلى عصر محمد علي باشا في عام 1814 الذي كان يرسل بعثات إلى الخارج من أجل الحصول على أحدث ما توصّل إليه العلم في الدول المتقدّمة بهدف النهوض بمصر. ففي إحدى حفلات استقبال البعثات الزراعية، تقدّم أحد الطلبة وأعطى محمد علي باشا ثمرة فأعجب بها، وسأل الطالب عن اسم الثمرة فقال له: اسمها طومسون باشا. (وطومسون هذا لم يكن سوى ابن محمد علي الذي توفي بمرض الطاعون وكان محبباً جداً إليه)، فردّ الوالي على الطالب الذي كان اسمه يوسف أفندي، قائلاً: شكراً، فلنسمّها يوسف أفندي.

وتملك فاكهة يوسف أفندي مزايا غذائية وصحية عديدة:

– سهلة الهضم قليلة السعرات الحرارية، فالثمرة الواحدة تحتوي على نحو 50 سعرة فقط، من هنا يمكن وضعها في وصفات تخسيس الوزن من دون خوف.

– غنية بالفيتامين C الذي يدعم جهاز المناعة ويحمي الجسم من نزلات البرد والأنفلونزا الموسمية. وتؤمن ثمرة يوسفي واحدة 80 في المئة من حاجة الشخص اليومية من الفيتامين سي.

– في اليوسفي إلى جانب الفيتامين سي، فيتامينات أخرى لا تقل أهمية، مثل الفيتامين أ المهم جداً لصحة العين والعظام والبشرة والجهاز المناعي، وتؤمن ثمرة واحدة من اليوسفي نصف الكمية اللازمة للجسم يومياً. وهناك أيضاً الفيتامين ي الذي يعتبر من أهم مضادات الأكسدة التي تحافظ على الشباب.

– في خصوص المعادن، فإن اليوسفي يحتوي على باقة منها، في مقدمها البوتاسيوم المهم جداً لكل خلايا الجسم، فهو ضروري لتأمين وظائف القلب والكلى والأعصاب والعضلات والجهاز الهضمي، كما أنه ضروري للوقاية من ارتفاع ضغط الدم ومن خطر الأزمات الدماغية.

– تحتوي فاكهة اليوسفي على كمية جيدة من ألياف البكتين التي تساعد على تحسين عملية الهضم، والحفاظ على مستعمرات البكتيريا المفيدة في الأمعاء، والوقاية من السكري وأمراض القلب وسرطان القولون والسمنة، وارتفاع الكوليسترول السيئ في الدم.

– تقول دراسة يابانية أن تناول فاكهة اليوسفي وعصيرها يقلّل من خطر الإصابة بسرطان الكبد.

– أخيراً، يرى باحثون من جامعة أونتاريو في كندا، أن اليوسفي يحتوي على مادة قادرة على الحماية من أمراض البدانة وتصلّب الشرايين. وقد توصّل العلماء إلى هذه النتيجة بعد تجارب أنجزت على فئران أعطيت طعاماً يحتوي على كمية عالية من السكر والدهن، ما أدى إلى إصابتها بالبدانة والمتلازمة الاستقلابية (مرحلة ما قبل الداء السكري)، والى الإصابة بتشحّم الكبد.

في المقابل، تناولت مجموعة أخرى من الفئران النمط الغذائي نفسه الذي قُدم للمجموعة الأولى، لكن أضيفت إليه مادة نوبيليتين المستخلصة من اليوسفي، وكانت المفاجأة أن هذه المادة منعت تكدّس الدهون في الكبد ونشطت جينات (مورثات) لها علاقة بحرق الدهون الفائضة، وسيطرت على جينات أخرى مسؤولة عن إنتاج الدهون.

ولا ترموا قشور يوسف أفندي ففيها منافع كثيرة، وقد أشارت دراسة لباحثين من جامعة ليستر البريطانية، إلى احتواء القشور على مركب اسمه مندرين يستطيع القضاء على الخلايا السرطانية وعلاج بعض الأمراض، خصوصاً أمراض الكبد. كما تحتوي القشور على مركب سالفسترول – كيو الذي يمكن تحويله إلى مركب آخر يستطيع تدمير الخلايا الورمية الخبيثة.

العدد 1105 - 01/5/2024