إجرامهم لن يثني الشعب السوري عن محاربة الإرهاب

إثر الفشل الواضح للمخطط الإمبريالي الأمريكي ـ الغربي في السيطرة على أوكرانيا، لإخراج روسيا من اهتماماتها بالشأن الدولي، ونجاح دبلوماسيتها في فضح الكثير من المؤامرات الإمبريالية، في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، والتهديد بإعادة النظر بالنظام العالمين بعد استغلال الولايات المتحدة الأمريكية لانهيار الاتحاد السوفييتي، وسيطرتها كقطب أوحد على العالم، ونهوض الصين ودول (البريكس) في المجال الاقتصادي، ورفض شعوب العالم للسيطرة الأمريكية وحروبها (المتنقلة من مكان إلى آخر، والمباشرة، وبالوكالة..

نلاحظ أن وتيرة التهديدات، والتلويح بعدوان على الشعب السوري، ارتفعت إلى أقصى حد، تارة بحجة استخدام الأسلحة الكيماوية، وأخرى بمماطلة سورية بتسليم أسلحتها الكيميائية وفق البرنامج المحدد مع المنظمة الدولية، وتارة بفقدان النظام شرعيته، أو محاولة استغلال الملف الإنساني للشعب السوري، وأن النظام يقتل شعبه، والبروبوغندا الإعلامية، لتسويق (الائتلاف) ممثلاً للشعب السوري، ولقاء (الجربا) مع أوباما، واجتماع ما يسمى  (أصدقاء سورية) في لندن الذي أوحى بزيادة الدعم للائتلاف، والتلويح بإمداده بالأسلحة الفتاكة، كل ذلك وغيره بهدف إعاقة تنفيذ الاستحقاق الدستوري في موعده، وإطالة أمد الحرب المدمرة في سورية، وتمرير تسوية للقضية الفلسطينية بما يحقق أهداف إسرائيل وأمريكا، وذلك بإلغاء حق العودة، وإقرار القدس عاصمة أبدية لإسرائيل، والاعتراف بيهودية الدولة الإسرائيلية.

كل ذلك يشير إلى أن الساحة السورية ستشهد المزيد من القتال والدمار والتفجير، ويذكر أن النظام السعودي يضغط على العصابات الإرهابية الممولة من الرياض وواشنطن من أجل تكثيف العمليات التفجيرية الضخمة والنوعية، في المدن السورية، وخصوصاً العاصمة، وفعلاً تم التنفيذ لكثير من العمليات، وخاصة عمليتي حلب ووادي الضيف اللتين استخدم فيهما أكثر من مئة طن من المتفجرات. كما أن تركيز الإعلام المعادي على الجبهة الجنوبية، والشمالية، وتنقل حرب الأنفاق من حلب، إلى درعا، إلى دير الزور، يكشف حجم النوايا الخبيثة تجاه الشعب السوري.

إلا أن الرياح تسير بغير اتجاه سفن الإمبريالية والرجعية، بفضل صمود شعبنا، وبسالة الجيش العربي السوري، وتغير المزاج الشعبي والعالمي، وانطلاق مسيرة المصالحات الوطنية، وكان أبرزها انسحاب المسلحين من أحياء حمص القديمة.وإيصال المساعدات إلى نبل والزهراء في حلب، وما كان ممكناً النجاح في هذه العملية لولا موافقة بعض الأطراف الدولية المهتمة بالشأن السوري، أو سكوتها.

 وبدأ يبرز هنا وهناك الترويج لتفسير الحل السياسي، بأنه بين السوريين أنفسهم وعبر المصالحات الوطنية، وهذا ما أشار إليه مندوب روسيا في الأمم المتحدة الذي قال إن تجربة حمص هي الحل السياسي وتصالح بين الشعب السوري.

ونشرت وسائل الإعلام أن الرئيس الأسد ذكر لزواره (نسير بثبات نحو تحقيق الانتصار) وأن (الدولة ماضية في محاربة الإرهاب، وفي الوقت ذاته ستستمر في دعم وتعزيز مساعي المصالحة الوطنية في أي منطقة يمكن إنجاز المصالحة فيها).

وحزبنا الشيوعي السوري الموحد يلتقي مع شعبنا بدعم المصالحات الوطنية، كطريق للحوار بين السوريين، وساهم في الكثير من عمليات المصالحات والحوارات في أكثر من منطقة ولا نزال، وإثر إجراء الانتخابات الرئاسية في الجزائر، والبرلمانية في العراق، وبدء الانتخابات الرئاسية في مصر، وتصريحات السيسي حول الإرهاب في سورية، وتأكيده على الحل السياسي، والاستعدادات للانتخابات الرئاسية في سورية مطلع الشهر القادم، التي تشير الدلائل أنها ستجري في موعدها المقرر، وستشهد إقبالاً من قبل السوريين أملاً في الاستقرار وعودة الأمن والأمان، والحفاظ على الدولة السورية، ومؤسساتها، لذلك نعتقد أن ما بعد الاستحقاق الرئاسي في سورية غير ما قبله، لأن المنطقة سنشهد ميلاً إلى الاستقرار العام، وبدأت ملامح التغير تظهر في الموقف السعودي من خلال ما يشبه الانقلاب في العائلة الحاكمة، فقد استبعد أبناء (سلطان) وجرى تقديم أبناء الملك (عبد الله) مما خلق شكوكاً وريبة عند أبناء سلمان وسلطان والممسكين بالملف السوري، وما زال التخبط والارتباط سيد الموقف الأمريكي والغربي تجاه الأزمة السورية وسبل حلها.

ـ إننا ندعم إجراء الاستحقاق الرئاسي في موعده للحفاظ على مؤسسات الدولة، واستقلال القرار السوري، وإدارة الشأن السوري من قبل السوريين أنفسهم،ودعم الصمود الوطني ومواجهة مخططات الهيمنة.

 إن الديمقراطية والتعددية، وحرية الرأي والرأي الآخر، والحرية والكرامة والعزة والشموخ لشعبنا لا يمكن تحقيقها عبر مخطط الإمبريالية والرجعية والفكر التكفيري الإرهابي، وستغدو سورية بلد الوحدة الوطنية، يسودها ثقافة الحوار والتسامح والثقافات المتنوعة المرتكزة على إرث حضاري وتاريخي ضارب جذوره في أعماق التاريخ والحضارة.

العدد 1105 - 01/5/2024