شعبنا صامد… وصابر ويريد عملاً.. وأجراً.. وعدالة اجتماعية

عندما نؤكد ضرورة تلازم التغيير السياسي مع مراجعة السياسات الاقتصادية، فنحن لا نهدف إلى وضع حلول آنية لأزمة حادة تمر بها بلادنا، بل نقترح لوطننا خارطة طريق تجعل غدها ملبياً لاستحقاقات وطنية وسياسية، وملبياً أيضاً لاستحقاقات التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تنهض بالبشر والشجر والحجر.

صحيح أن شعبنا السوري مولع بالسياسة، كما وصفه العديد من الزعماء، لكن الصحيح أيضاً أن هذه الشعب ذاق الأمرّين من فشل السياسات الاقتصادية التي اتبعت خلال عقد من الزمن، والتي نفذها آنذاك الفريق الاقتصادي المسكوت عنه.. وربما المدعوم من المسؤولين الحزبيين والحكوميين، كذلك من تداعيات أزمة سياسية واقتصادية واجتماعية أدت إلى تفاقم معاناة الفئات الفقيرة والمتوسطة معيشياً، وخاصة الطبقة العاملة والفلاحين الصغار وجمهور المتقاعدين والشباب، الذين يشكلون أكثرية الشعب السوري، إضافة إلى مآسي التدمير.. والتهجير القسري والخطف.. والاعتقال.

فالطبقة العاملة في القطاعين العام والخاص، عانت تقلص أجورها الحقيقية بعد الارتفاعات المتتالية لأسعار المواد الأساسية والخدمات، وأصبحت الأيدي المنتجة التي كانت فيما مضى هي (العليا) في الدولة، أيدي مهمشة أمام فئات بازغة أُعطيت القلم (الأخضر) وراحت تنقل ملايينها بين قطاع ريعي وآخر، ونقلت أموالها خلال الأزمة إلى الخارج، في حين تحمّلت الفئات الشعبية تداعيات الحصار الاقتصادي وتحكّم أرباب السوق وسماسرتها بلقمة عيشهم.

 أما العمال الزراعيون والفلاحون الصغار، فواجهوا، إضافة إلى الظروف المناخية غير الملائمة، سياسات وإجراءات حولت الزراعة من قطاع رئيسي تعمل فيه أكثرية اليد العاملة، إلى قطاع تغادره هذه الأيدي باحثة في المدن الرئيسية في الداخل، أو في خارج البلاد، عن فرصة عمل، وهبط عدد العاملين في النشاط الزراعي من 32 % إلى 20 % من إجمالي قوة العمل في سورية، وتحولت المحافظات المنتجة للغذاء إلى مناطق شبه منكوبة تنتظر الإعانات! وترافق هذا التراجع الخطير للقطاع الزراعي مع سيطرة المجموعات الإرهابية على المناطق الزراعية في المنطقة الشرقية، مما رفع من معدل الهجرة منها.

إن الشعب السوري لن يسمح لعصابات مسلحة مجرمة، ولا لفئات ظلامية سوداء بتمزيق وحدته الوطنية، وتخريب نسيجه الاجتماعي المتعدد، وهو صامد في مواجهة التدخل الإمبريالي الخليجي التركي، والإرهاب.. والرجعية السوداء، ويسعى إلى تغيير سلمي باتجاه الديمقراطية، والتعددية السياسية، بقدر ما يريد عملاً مناسباً، وأجراً كافياً، وحياة كريمة، وعدالة اجتماعية. هذا ما أكده حزبنا الشيوعي السوري الموحد في بيانه المتضمن دعوة المواطنين السوريين إلى انتخاب مرشح القوى الوطنية والتقدمية الدكتور بشار الأسد، وهذا ما تريده كتلتنا الشعبية الكبرى من الرئيس القادم.

العدد 1105 - 01/5/2024