العلماء يختلفون حول القهوة!

 أعلنت لجنة صحية أمريكية أن تناول خمس أكواب من القهوة يومياً قد يكون سبباً للوقاية من أمراض كثيرة وعنصراً جيداً في الحميات الغذائية. إلا أن باحثين آخرين اختلفوا مع اللجنة، وأكدوا أن الامر يعود إلى قدرة الجسم على استهلاك (الكافيين) وقوة عملية التمثيل الغذائي، وهو ما قد يأتي برد فعل معاكس من الجسم.

وأرجع المعارضون آراءهم إلى الفروق الفردية الجينية في جسم الإنسان والتي تتعامل مع العناصر الغذائية بطريقة تختلف من شخص إلى آخر، فهناك من يستفيد من القهوة وهناك من يتضرر منها.

وأكد العلماء أنه (في بعض الأحيان قد تسبب القهوة ارتفاعاً في ضغط الدم أو أزمات قلبية بسبب هذا الاختلاف الجيني)، وأضافوا أنه (بسبب ارتفاع أسعار الاختبارات الجينية وندرتها، فإن غالبية الناس لا يعرفون نوع جيناتهم أو رد فعلها).

وقال دكتور الأوبئة في جامعة كاليفورنيا ساندر غرينلاند إن (هناك اختلافات جوهرية بين كل إنسان في التعامل مع العناصر الغذائية، والاعتقاد أن القهوة تحمل التأثير ذاته على كل الأشخاص هو اعتقاد سخيف)، مضيفاً: (يريدوننا أن نصدق بتساوي التأثير، إنه أمر مضحك).

إلا أن الدراسة الأولى الصادرة عن اللجنة الصحية استعانت بعلماء عدة قبل إعلانها عن فوائد القهوة، ورداً على الفئة المعارضة قالوا إن (دلائلهم ضعيفة).

ودفع انتشار القهوة الكثير من المؤسسات والباحثين للبدء في أبحاث حولها، وأكبر هذه الدراسات أجراها علماء (المعهد الوطني للصحة) عام 2012 ونشرت نتائجها في صحيفة (نيو إنغلاند جورنال) المتخصصة في الأدوية. وقالت الدراسة إن (القهوة مليئة بالفوائد)، ووصفتها بـ(الدواء المعجزة). وشملت الدراسة أكثر من 400 ألف شخص تجاوزوا الـ13 عاماً. وكشفت الدراسة أن (من يشربون القهوة باستمرار يتمتعون بصحة أفضل، وأنهم أقل فرصة للموت من أمراض عدة مثل أمراض القلب والسكري وحتى الحوادث). وأضافت الدراسة (على سبيل المثال، من يشربون 6 أكواب من القهوة يومياً كانوا أقل بنسبة 10 في المئة من غيرهم عرضة للإصابة أو الوفاة بسبب الأمراض، و12 في المئة أقل للوفاة بسبب أمراض القلب، و17 في المئة أقل للوفاة بسبب الجلطات مقارنة بالأشخاص الذين لا يشربون القهوة). وخلصت دراسة أجريت العام الماضي، إلى أن القهوة قد تقلّل احتمالات الإصابة بالاكتئاب بين النساء، وأن أخطار الإصابة بالمرض النفسي تتدنى مع تزايد تعاطي المشروب.

العدد 1107 - 22/5/2024