جمعية العلوم الاقتصادية جلسات حوارية متميزة.. والباقي في عهدة الحكومة

لن نطيل في التذكير بالدور الذي لعبته جمعية العلوم الاقتصادية على مدار عقد كامل في دعم الاقتصاد بالعديد من الدراسات والأبحاث والندوات المتخصصة التي لم تترك شاردة أو واردة إلا وتطرقت إليها في سبيل إنهاض الاقتصاد السوري على قاعدة التشارك بين القطاعات الوطنية المنتجة العامة والخاصة. وكانت ندوة (الثلاثاء) الاقتصادي على مدار سنين ملتقى لخبراء الاقتصاد السوري، ومسؤولي الجهات الاقتصادية الحكومية، تبادلوا فيه الحوار حول سبل تطوير القطاعات المنتجة لتلبية الطلب الداخلي، والمساهمة في التبادل التجاري مع دول العالم عن طريق الصادرات، وأهمية ربط المسألة الاقتصادية بالهم الاجتماعي، سواء ما تعلق منه بمكتسبات الطبقة العاملة، أو تلبية احتياجات الكتلة الشعبية الكبرى بأسعار تتناسب مع قدرتها الشرائية.

ولأسباب خارجة عن إرادة الجمعية، وتتعلق بالأزمة التي تمر بها بلادنا، عمدت الجمعية إلى الاستعاضة عن ندوات (الثلاثاء) الاقتصادية الواسعة بحلقات حوارية تتناول كلاً منها مسألة اقتصادية أو اجتماعية تراها ضرورية في المرحلة الراهنة، ويشارك في هذه الحلقات المتخصصة نخبة من أبرز الاقتصاديين السوريين، وتضع اقتراحات جدية لكل مسألة يتم تبحثها.

في دول العالم الكبيرة والصغيرة، تلجأ الحكومات إلى مراكز الأبحاث وجمعيات العلوم المتخصصة لمساعدتها في اتخاذ القرارات المناسبة، سواء ما تعلق منها بالشأن السياسي أو الشأن الاقتصادي، وفي كثير من الأحيان تكلف هذه المراكز والجمعيات بإيجاد حل لمعضلة ما، لقاء عائد مادي، باعتبارها تجمعاً لأهل الاختصاص والخبرة.

اقتصادنا ينوء تحت وقع سياسات غير متوازنة، لا بسبب الأزمة والحصار فحسب، بل بسبب قصور الإجراءات الحكومية وتخبط مسؤولي الاقتصاد.

فيا حكومتنا! ويا مسؤولينا الاقتصاديين الأشاوس! أمامكم بيت الخبرة.. أهل المعرفة.. جمعية العلوم الاقتصادية.. واقتراحاتها.. ومساهماتها.. فأي عذر لكم إذا سُئلتم يوماً؟!

 

العدد 1105 - 01/5/2024