الرئيس الأسد للتلفزيون البرتغالي الرسمي: السوريون مصممون على الدفاع عن بلدهم

المسؤولون الغربيون ليست لديهم الإرادة لمحاربة الإرهاب

أكد السيد الرئيس بشار الأسد في مقابلة مع التلفزيون البرتغالي الرسمي (أر تي بي) أن النظام الدولي الذي تمثله الأمم المتحدة ومجلس الأمن، والذي يفترض به أن يحل المشاكل ويحمي سيادة البلدان المختلفة ويمنع الحرب أخفق فعليا في أداء مهمته.

وقال الرئيس الأسد: إن المعارضة المعتدلة مجرد وهم وإن من يسيطر على ساحة الإرهاب في سورية هو إما (داعش) أو (النصرة) بشكل أساسي وبعض الفصائل الأخرى الأصغر.

ولفت الرئيس الأسد إلى أن المسؤولين الغربيين ليست لديهم الإرادة لمحاربة الإرهاب، بدليل أن الأمريكيين أعلنوا تدريب خمسة آلاف مقاتل، هؤلاء سيمثلون دعماً آخر للإرهابيين.

وفيما يلي أبرز ما جاء في إجابات السيد الرئيس:

* دأب الغرب على المبالغة بأعداد الضحايا في سورية. في الواقع.. المسألة ليست حول ما إذا كانوا بمئات الآلاف أو عشرات الآلاف.. فالضحايا ضحايا.. والقتل قتل.. والإرهاب إرهاب. المسألة ليست مسألة أرقام تمثل في شكل بياني أو جدول إحصائي.. المسألة تتعلق بأسر فقدت أفرادها وأحباءها وأقاربها. في سورية كارثة إنسانية. إذاً.. الرقم مبالغ فيه. لقد أثرت هذه الأزمة في كل جزء من سورية وفي كل مواطن سوري بصرف النظر عن انتمائه أو ولائه.. لقد أثرت في مصادر رزقهم.. وغذائهم.. وأدويتهم.. والرعاية الصحية التي يتلقونها.. والمتطلبات الأساسية كالتعليم. لقد دمرت مئات المستشفيات.. وآلاف المدارس.. وهناك عشرات الآلاف.. وربما مئات الآلاف من التلاميذ الذين لا يذهبون إلى مدارسهم. كل ذلك من شأنه أن يوفر بيئة خصبة ينمو فيها الإرهاب والتطرف. لكن رغم كل هذه الصعوبات.. فإن السوريين مصممون على الاستمرار في محاربة الإرهاب.. والدفاع عن بلدهم.. وتحدي الهيمنة.

* لا تستطيع التحدث عن أن سورية انتهت عندما يكون الشعب موحداً وراء حكومته وجيشه ويحارب الإرهاب.. وفي وقت لاتزال المؤسسات تعمل. مازلنا نقدم الدعم الحكومي.. وندفع الرواتب.. حتى في المناطق الواقعة تحت سيطرة الإرهابيين أنفسهم.

* نرسل الرواتب.. لأن هؤلاء موظفون وينبغي أن يستلموا رواتبهم. كما أننا نرسل اللقاحات اللازمة للأطفال في تلك المناطق.

وأضاف الرئيس الأسد رداً على سؤال هل تتعاونون مع (داعش):

لا.. لا.. أبداً. نحن نتعامل مع المدنيين الذين يتوسطون مع الإرهابيين أو المسلحين. لكن في المحصلة.. نحن نرسل الأموال وجميع المتطلبات الأساسية تصل إلى تلك المناطق. وهكذا.. لا تستطيع القول إن سورية قد انتهت.. ليست لدينا دولة فاشلة في الواقع. لكن إذا أردت أن تتحدث عن شيء آخر ذكرته في سؤالك فيما يتعلق بانتهاك مجالنا الجوي بشكل غير قانوني من طائرات التحالف ومن الإرهابيين المدعومين من دول إقليمية أو يتصرفون كعملاء لها…. فهذا يشكل إخفاقاً للنظام الدولي.. هذا النظام الدولي الذي تمثله الأمم المتحدة ومجلس الأمن.. والذي يفترض به أن يحل المشاكل ويحمي سيادة البلدان المختلفة ويمنع الحرب. لقد أخفق هذا النظام فعلياً في أداء مهمته. وهكذا.. ما لدينا الآن هو أمم متحدة فشلت في حماية المواطنين دولياً.. بما في ذلك في سورية.. وليبيا.. واليمن وبلدان أخرى.

* تعرف وأعرف ويعرف الجميع أن الأمريكيين أعلنوا تدريب خمسة آلاف مقاتل، وهذا دليلي على أن المسؤولين الغربيين ليست لديهم الإرادة لمحاربة الإرهاب. هذا هو الدليل. قلت لك إن الأساس ينبغي أن يكون الإرادة. هذا يعني أنهم لا يمتلكون الإرادة. إذا كان أوباما قد قال إن المعارضة المعتدلة مجرد وهم.. فإلى من ترسلون المال والسلاح؟! هذا هو الواقع. لا ترسل ذلك إلى وهم بل إلى واقع.. والواقع هو المتطرفون. والخمسة آلاف مقاتل الذين يتحدثون عنهم سيمثلون دعماً آخر للإرهابيين لأن نفس قواعد المنظمة التي تلقت الدعم من الغرب.. بالمال والسلاح.. انضمت إلى داعش بالأشخاص والأسلحة.

* وكان السؤال الأخير.. سيادة الرئيس. أنت لاعب أساسي في أي اتفاق سلام محتمل. هل تشعر أحياناً بشكوك وبقلق حيال هذه المسؤولية الجسيمة؟! ألا تشعر بما سيقوله التاريخ عنك؟!

** فقال السيد الرئيس:

** بالطبع.. هذا هو الشيء الأهم الذي ينبغي أن يفكر فيه أي سياسي أو قائد. ويتعلق الأمر أولاً وقبل كل شيء بأن تكون لدينا الإرادة الجيدة والنية الطيبة لمساعدة بلدنا.سيحكم عليك الناس طبقاً لإرادتك.. بمدى تمسكك ببلدك.. بمدى وطنيتك.. وليس بكونك دمية يتم تحريكك من الخارج. هذا هو الأمر الأهم.. أن تفعل كل ما في وسعك لحماية بلدك وحماية شعبك.

العدد 1107 - 22/5/2024