إصرار السوريين على إنجاح الاستحقاق الرئاسي فاجأ العالم وأغضب أعداء سورية

توجه السوريون في الخارج يوم الأربعاء الماضي إلى صناديق الاقتراع في دول عربية وأجنبية، للإدلاء بأصواتهم في الاستحقاق الرئاسي التعددي، في جو احتفالي نادر كان مثار إعجاب ودهشة لدى أصدقاء سورية، وأثار كذلك استغراب القوى المعادية لها.

وأمس، كان السوريون في الداخل أيضاً على موعد مع هذا الاستحقاق الذي دعونا نحن في الحزب الشيوعي السوري الموحد المواطنين السوريين إلى إنجاحه، بعد أن دعمنا وجميع القوى السياسية الوطنية والتقدمية ترشيح الدكتور بشار الأسد، ودعونا المواطنين إلى التصويت له، من أجل استمرار صمود بلادنا وحل الأزمة السورية سلمياً.. وجمع كلمة السوريين باتجاه مستقبل سورية الديمقراطي.. العلماني.. المعادي للإمبريالية والصهيونية والرجعية، ومن أجل إعادة الإعمار، وتحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية شاملة ومتوازنة.

ذهب الناخبون إلى صناديق الاقتراع غير عابئين بضجيج الآلة الإعلامية لدول التحالف المعادي لسورية. ويدرك السوريون جيداً أن الإمبريالية الأمريكية لم تقف يوماً في صف البلدان والشعوب الساعية إلى تحررها وتقدمها واستقلال قرارها الوطني، فتجاربهم مع الأمريكيين وشركائهم ورثة الإمبراطوريات الاستعمارية مريرة مريرة.

صحيح أن السياسة لا تقبل المواقف المستندة إلى ردود أفعال ميكانيكية، لكن السوريين تيقّنوا منذ ما بعد الاستقلال أن سياستهم الوطنية تتعارض بالضرورة مع المخططات الأمريكية القديمة والجديدة، وأنهم لن يكونوا في يوم من الأيام في صف قلعة الإمبريالية الأمريكية عدوة الشعوب، والسبب الرئيسي في النزاعات والحروب والمجاعات.

الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان كانت دائماً حصان طروادة الأمريكي داخل البلدان الأخرى، ولئن نجحت في تحقيق هدفها في بعض البلدان الأوربية الشرقية، وتسببت في نزاعات هددت السلم الأهلي فيها، فإنها فشلت في مسعاها الهادف إلى تصنيع شرق أوسط جديد يدار من واشنطن وتل أبيب والرياض.

من تابع الحملات المسمومة التي شنتها الولايات المتحدة وشركاءها على الاستحقاق الدستوري الرئاسي في سورية، لا بد أن يستخلص ما يمثله هذا الاستحقاق، وكذلك الاستحقاقات اللاحقة، كالحوار الوطني، واستمرار المصالحات الوطنية، من إحراج لقوى التحالف الدولي المعادي لسورية بقيادة الإمبريالية الأمريكية.

إنها خطوات نحو حسم الأزمة السورية بعيداً عن تدخّل دعاة الإرهاب، ومساندي فكر الكهوف، وداعمي الصهيونية والعنصرية ووصايتهم.. إنه تعبير عن تمسك السوريين بقرارهم السيادي المستقل، رغم ما عانوه من نزف وتهجير، وما حل ببلادهم من تدمير وتخريب متعمد.

في ظل أزمة عميقة ضربت سورية والسوريين، مارس المواطن حقه، واختار رئيسه، وهو يتطلع إلى سورية المتجددة.. الديمقراطية.. العلمانية.. المعادية للإرهاب والرجعية، الملبية لمصالح الجماهير الشعبية الواسعة، التي عدّها الدكتور بشار الأسد قبل سنوات (السند الحقيقي لصمود سورية).

العدد 1105 - 01/5/2024