المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوري الموحد: فوز الدكتور بشار الأسد تأييد شعبي للسياسة الوطنية ودليل على تمسك السوريين بقرارهم المستقل

عقد المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوري الموحد اجتماعه الدوري بتاريخ 8حزيران 2014 بحضور لجنة المراقبة والتفتيش وهيئة رئاسة اللجنة المركزية، واستعرض جملة الأوضاع والتطورات التي مرت بالمنطقة وبالبلاد منذ الاجتماع الماضي، ووجد أن التوتر والتعقيد والخطورة ماتزال تطبع هذه التطورات بطابعها وتنعكس مفاعيلها دولياً وإقليمياً.

فمنذ تعليق مؤتمر جنيف 2 وعدم الدعوة إلى جولة جديدة، دخلت الجهود السياسية والدبلوماسية مرحلة الجمود، وقد حاولت الولايات المتحدة استغلال هذا الجمود لتسليح المجموعات الإرهابية، بهدف تعديل موازين القوة العسكرية على الأرض السورية لصالح المجموعات الإرهابية، بعد أن أعلنت سابقاً ترددها في تسليح الإرهابيين.. وقد ظهر ذلك جلياً في تصريح سوزان رايس، مستشارة الأمن القومي الأمريكي، بأن الإدارة الأمريكية تسلح المعارضة المسلحة بأسلحة فتاكة وغير فتاكة، إضافة إلى الجهود المضنية لإنشاء هيئة ائتلافية جديدة بدلاً من هيئة (الجربا) التي تنخرها التناقضات، وأثبتت فشلها الكامل.

وفي المقابل، تشهد الوقائع الميدانية تقدماً متواصلاً لصالح الجيش العربي السوري الباسل الذي يكتسب، أكثر فأكثر، القدرة على السيطرة على الأرض في مختلف المحافظات السورية، رغم العمليات الإرهابية الفاشلة والاستخدام العشوائي اللاإنساني لسلاح الهاون من قبل الإرهابيين.

وتتزايد الضغوط السياسية على سورية، وكان آخرها محاولة استصدار قرارات من مجلس الأمن، لكن هذه المحاولة أخفقت بسبب الموقف الروسي والصيني المبدئي والحازم. كما عاد تركيز الهجوم على السيد رئيس الجمهورية بمناسبة حلول موعد الاستحقاق الرئاسي بموجب الدستور.

الانتخابات الرئاسية

تسابقت الأوساط الإمبريالية العالمية وأتباعها هنا وهناك في كيل الشتائم والاتهامات للقيادة السورية، بسبب قرارها إجراء الانتخابات لمنصب رئيس الجمهورية في الموعد المتفق مع الدستور، واعتبروا أن انتخاب الرئيس بشار الأسد مجدداً يقطع عليهم الطريق إلى استعمال هذه القضية ورقة ضغط في حال استئناف المفاوضات، فطعنوا بشرعية الانتخابات من حيث المبدأ. وفي الحقيقة، ودون الحاجة إلى تفنيد هذه المزاعم، فقد تصرفت هذه الأوساط مع سورية بهذا الشأن بطريقة بعيدة عن أبسط الأعراف والقوانين الدولية، ونسوا أن سورية هي شيء آخر تماماً، أنها متمرسة في الدفاع عن استقلالها وتحدي الإمبريالية ومؤامراتها وضغوطها وصيانة قرارها الوطني المستقل.

وعلى هذا الأساس، بدت الحملات الانتخابية، تحدّياً سورياً، مقابل هستيريا عدائية، لم تنفع في شيء سوى في رفع مستوى التحدي لدى السوريين الذين فاجؤوا العالم كله بزحفهم إلى السفارات السورية في الخارج، زحفاً منقطع النظير، تحدياً لقرار منعها من إجراء الانتخابات ضمن حرمها.

لقد كان للإقبال الشعبي الواسع على المشاركة في الانتخابات، وفوز الرئيس بشار الأسد فيها، أكثر من معنى ومغزى:

1- إنه تأييد شعبي مطلق للسياسة الوطنية السورية المعادية للهيمنة الإمبريالية وللإرهاب.

2- هو دليل على تمسك السوريين بقرارهم الوطني المستقل، وعدم السماح للقوى المعادية بالتدخل في شؤون سورية الداخلية.

3- سقوط مشروع (إسقاط الدولة الوطنية السورية)، وإعطاء دفع معنوي كبير للدول الوطنية المستقلة فعلاً لمواصلة السير في طريق الحرية والسيادة الوطنية.

4- إن ذهاب المواطنين إلى صناديق الاقتراع تحت قصف القذائف، يعني التمسك بالأمل وبإمكانية تحسين الأوضاع الداخلية.

لقد دعم حزبنا إجراء الانتخابات وفق الدستور، كما حيّا فوز الرئيس بشار الأسد فيها، وشارك في أنشطتها المختلفة، يحدوه الأمل في أن تُستكمل وتنفّذ عملياً الإصلاحات السياسية باتجاه مزيد من الحريات الديمقراطية، وتأكيد المحتوى التقدمي للاقتصاد الوطني، وتحسين مستوى معيشة المواطنين، ومحاربة الفساد.

إن تصفية الإرهاب والحل السياسي، هما الوسيلتان الأساسيتان لحل الأزمة السورية والمصالحات الوطنية هي أداة رئيسية لعودة النسيج الاجتماعي إلى ما كان عليه من ألفة وانسجام وتنوع، وسيكون هدفنا هو متابعة تنفيذ هذه المهمات بكل جدية وأمانة بالتعاون مع جميع الوطنيين المخلصين في  البلاد.

العدد 1105 - 01/5/2024