أسواق ممتلئة وأسعار استفزازية!

لا نعلم من أفهم الحكومة أن المطلوب هو وجود المواد والسلع في الأسواق بغض النظر عن أسعارها؟

في أكثر من تصريح، لأكثر من مسؤول، برزت هذه المسألة، الجميع يتفاخرون بتوفر المواد الأساسية وحتى الكمالية، في ظروف بلادنا الاستثنائية، ويتوصلون بعد ذلك إلى ما يرضي ذواتهم: الرفوف ممتلئة! نعم.. ونشهد على ذلك: الرفوف، والسلال ممتلئة، فالكرز موجود بأنواعه وبسعر لا يتجاوز 400 ليرة سورية، والمشمش أيضاً مصمود في سلاله الفاخرة وبسعر يماثل الكرز.. أما فاكهة الفقير (البطيخ)فلم تعد كذلك، إذ يتراوح سعر الكيلو بين 60 و100 ليرة، أما ما كان يملأ بطون الفئات الفقيرة من خضار كالبندورة والبطاطا والخيار والكوسا، فقد ملّ تلك البطون، وراح ينافس الفواكه باتجاه الفئات الثرية، التي كانت ومازالت تزداد ترفاً، وتظهره بطرق تثير حنق بقية فئات الشعب وغضبها. هل فكر أحد مسؤولينا (الكبار) ماذا يأكل العامل وأسرته، وكيف؟! لقد نُكبت الفئات الشعبية، الفقيرة والمتوسطة قبيل الأزمة بسياسات اقتصادية ريعية همّشتها وأفقرتها، ونُكبت بعد ذلك بتداعيات الأزمة والحصار الجائر والسياسات الخاطئة، فازدادت بؤساً، وتوسعت الهوة بينها وبين من أثرى.. واستغل.. واقتنص.. وتمّلك.

وها هي ذي اليوم تتجول في الأسواق كي تبقى صور السلع والمواد في ذاكرتها ليس إلا.. فأجورها من عملها الشريف لا تسمح لها إلا بالانزواء في زاوية الانتظار.. لكن إلى متى؟ لمن لا يعلم.. ولمن يتجاهل.. الكتلة الشعبية الكبرى.. العمال.. الفلاحون الصغار، وجميع العاملين بسواعدهم وأدمغتهم، لم تقصر يوماً في دعم صمود سورية ومقاومتها لمخططات الهيمنة منذ ما بعد الاستقلال حتى اليوم.. إنها السند الحقيقي للسياسة الوطنية السورية، والمنتج الفعلي لخيرات المجتمع، رغم نزيفهم وتهجيرهم وهمومهم السياسية والاجتماعية الأخرى. نقترح عليكم الانتباه إلى هذه الحقيقة جيداً، واستندوا إليها في وضع السياسات الاقتصادية والاجتماعية.

العدد 1105 - 01/5/2024