إعادة الإعمار.. دعونا نتشاور ونتفق!

رغم التصريحات العلنية والأحاديث شبه العلنية التي تطلقها ألسنة المسؤولين الحكوميين حول البدء بإعادة إعمار ما خربته الأزمة التي عصفت بنا، والتي استغلها الإرهابيون، فدمروا وحرقوا وباعوا قطاعات الإنتاج الرئيسية في الهيكل الاقتصادي السوري، رغم هذه التصريحات، ماتزال هذه المسألة ملتبسة.. ومبهمة، بشهادة العديد من مسؤولين آخرين.. وعدد من خبراء الاقتصادي السوري، متسائلين: من أين نبدأ؟! ولماذا؟! كيف نموّل؟! من هم شركاؤنا؟! ما دور الفئات الاجتماعية المختلفة في هذه العملية؟! هل هي إعادة إعمار للحجر فقط.. أم ينبغي إعادة تكوين إنسان سوري منفتح.. محاور.. ديمقراطي.. يقبل الآخر؟! وجميعها تساؤلات مشروعة مسكوت عنها في تصريحات الأوساط الحكومية، في الوقت الذي توصلت فيه جهات ومجموعات خارجية إلى وضع سيناريوهات لأدق التفاصيل في هذه العملية، بدعم من مصادر لا يعلم بها إلا الله، وبعض أصحاب المصالح!

إعادة الإعمار ليست قضية عادية يمكن البدء بها بهذا الاتجاه أو ذاك حسب قرارات متفردة، وأخرى تهدف إلى التأثير البسيكولوجي.. إنه مستقبل سورية.. غد شعبها.. قاعدة نهضتها الاقتصادية والاجتماعية.. عودة الحكمة إلى السياسات الاقتصادية التي تنهض بالبشر والشجر والحجر.

لذلك نقترح على الحكومة دعوة خبراء الاقتصاد السوري الوطنيين إلى مؤتمر موسع لتدارس خطة حكومية سورية لإعادة الإعمار، فهم أدرى بشعاب بلادهم، وهم من يستطيعون تحديد أولياتها، ومصادر تمويلها، والمشاركين فيها من القطاعين العام والخاص، والشركاء في الداخل والخارج، وهم من يحددون كيف نضمن استقلالية القرار السياسي والاقتصادي السوري.

العدد 1105 - 01/5/2024