الفرج اليوناني على قاعدة «يا فرحة ما تمّت»!

انتهى الأسبوع الماضي إلى خبرين مهمين لليونانيين، ولكن على قاعدة المثل الشعبي القائل (يا فرحة ما تمّت). الخبر الأول زفّه لهم الخميس جان كلود يونيكر، رئيس مجموعة منطقة اليورو، حول اتفاق منطقته أخيراً على الإفراج عن المساعدة المالية المجمّدة منذ أشهر، بعدما انتهت من تقييمها لنتائج عملية شراء الدين التي أجرتها اثينا، والتي ستتيح خفض الدين العام اليوناني انخفاضاً كبيراً، مع الأخذ بالحسبان الإجراءات التي أعلنت في 27 تشرين الثاني الفائت لتطبيق برنامج تصحيح الموازنة المتفق عليه مع صندوق النقد الدولي، (أحد الجهات الدائنة لليونان، وأحد الأضلاع الثلاثة لما سُمّي بالترويكا)، بحيث يُتوقع أن يصل الدين اليوناني الى 124 بالمئة (فقط) من إجمالي الناتج المحلّي لبلاد الإغريق في عام 2020.

في تفاصيل اتفاق وزراء مالية اليورو قال يونيكر في مؤتمره الصحفي في بروكسل الخميس ذاته (عشية القمة الأخيرة للاتحاد الأوربي): ستُفرج منطقة اليورو عن 1,49 مليار يورو لصالح اليونان بحلول نهاية آذار القادم، بينها 3,34 ملياراً ستُدفع ابتداءً من الأسبوع الحالي. أمّا المبالغ المتبقية، وقدرها 8,14 مليار يورو بالإجمال، فسوف تُدفع خلال الفصل الأول من العام القادم على دفعات. وتُستخدم لتغطية احتياجات إعادة رسملة مصارف يونانية ونفقات الدولة. علماً أنه، من أصل ال 34 مليار يورو التي ستدفع الآن، هناك 16 ملياراً مخصصة لإعادة رسملة المصارف اليونانية، وسبعة مليارات لنفقات الدولة، و3,11 ملياراً لتغطية عملية شراء الدين التي قامت بها أثينا.

في التعليقات: نتوقف عند ما عدّه وزير المالية الفرنسي بيير موسكوفيشي  محطة مهمة جداً، تكشف أنّ (البرنامج المعدّ لليونان موثوق وتمويله موثوق)، مضيفاً أنّ (الأوربيين قد أثبتوا قدرتهم ورغبتهم في طي صفحة الأزمة). واليوم مع اقتراب العام 2012 من نهايته، (لم يعد وجود اليورو موضع شك، كما أنّ رغبة الأوربيين بإيجاد حلّ للازمة واضحة وصريحة).

أمّا الخبر الثاني فيأتي ضمن تلافيف الخبر الأول وبين حناياه، ويقول: تعتزم الحكومة اليونانية زيادة الضرائب على دخل الأفراد بمعدّل مليارين وخمسمئة يورو بين العامين 2013 و2014. هذه الزيادة، وكما نعلم، تجسّد واحدة من حزمة الشروط القاسية التي فرضها مؤخراً الدائنون الدوليون على أثينا. وهي تهدف إلى مزيد من تجويع أوربا الجنوب (أوربا الفقراء) بذريعة تقليص الدين الحكومي لبلد تورط حتى أذنيه في التسليم لخديعة النظام الرأسمالي، حتى وصل حجم دينه إلى 7,355 مليار يورو، ما يُعادل 6,170% من الناتج الإجمالي المحلي فيه.

فيا (فرحة ما تمّت)، كلما دارت الأحاديث عن فرج في أزمة الدين اليوناني، فكيف بها إذا جاءت بالتزامن مع استعداد اليونانيين للاحتفال بأعياد الميلاد ورأس السنة؟

العدد 1105 - 01/5/2024