اتحاد الشباب الديمقراطي السوري يحتفل والأطفال المهجرين بعيد رأس السنة

رغم الخناق لايزال القلب ينبض، ورغم الجراح لاتزال الحناجر تغني، ورغم الحزن لاتزال العيون تتلألأ.

أقام اتحاد الشباب الديمقراطي السوري حفلاً بمناسبة رأس السنة حضره أكثر من 100 طفل مهجّر.

اطفال كياسمين دمشق التي جمعتهم رغم التفرقة، دمشق التي حضنتهم رغم التشرد، هجروا بيوتهم هاربين من دمار الحرب ومن بطش الغريب الذي اقتحم وطنهم (مجاهدأً) فآوتهم بيوت دمشق وأحياؤها، فقدوا مافقدوه من أهل وأصدقاء فوجدوا في اتحاد الشباب الديمقراطي السوري الأخ والصديق، دمّر الغرباء حدائقهم وساحات أعيادهم واستباحو مدارسهم، فكان في البيت الدمشقي درسهم وفرحهم وعيدهم.

في العيد البعيد عن بيوتهم استقبلنا الأطفال من مشارف حيهم الجديد وهم يسألوننا ببراءة: هل سنلعب اليوم…..؟ هل سنغني…..؟ صحيح أنه سيأتي بابا نويل…..؟ كيف….؟ يهبط من السماء على عربته…..؟!

يبدأ الأطفال بالتجمع في البهو ويذهب البعض مستعجلاً ليجمع بقية الأطفال، متحمسين لبدء اللعب والغناء بفارغ الصبر.

يلتف الأطفال حولنا، يبدؤون الركض واللعب، يجمعون الكراسي للعب حولها، يملؤون المساحة فرحاً وضجيجاً غير آبهين بالموت الغريب المتربص بوطنهم، أصواتهم تعلو فوق هدير الحرب. طفلة صغيرة تمسك بيد إحدى الرفيقات مناجية إياها بعيونها البريئة بأن تحملها، يبدو أن الوالدين منشغلان عنها بأعباء الحياة وتحصيل لقمة عيشٍ غائبة عن أذهان حكومات متتالية وعالقة بين أنياب المحتكرين وتجار الأزمة.

يتأهب الأطفال بالقرب من مدخل إحدى الغرف منتظرين خروج بابا نويل محملاً بالهدايا، يغنون أغاني الميلاد بصوت عالٍ عله يسمعهم، يتأخر بابا نويل فترتفع صيحاتهم مطالبين بخروجه: بابا نويل….. بابا نويل..في حشد يطالب بالسلام، والفرح… والأعياد.. والهدايا.

يخرج بابا نويل على الأطفال مضيفاً فرحةً إلى الفرحة وإشراقاً إلى البسمة، يلتفون حوله ويغنون له ويلعبون معه.

يصطف الأولاد لأخذ صورة جماعية مع بابا نويل وأعضاء اتحاد الشباب الديمقراطي السوري، يتزاحمون للوقوف ملاصقين بهم، معبرين بذلك عن شدة حبهم لهم وتمسكهم بهم، يسمع في الأجواء صوت طائرة حربية فينسى الأطفال عدسة الكاميرا مشيرين بأناملهم الرقيقة إلى الطائرة التي تمكن معظمهم من رؤيتها، لايخافونها فهم باتوا متيقنين أنها وحماة الديار على الأرض يصدون المجرمين الغرباء ويبعدونهم عن ياسمين دمشق، ويبذلون الغالي والرخيص في سبيل بسط الأمان وعودة المهجرين إلى مناطقهم.

في الختام استلم كل طفل هديته مستعيداً بذلك حبه للحياة وأمله بعام جديد خال من الأسى والحزن.

ويسألنا طفل كبّرته مصاعب الحياة: (طب أنتو شو طالعلكن من كل هالحكي)؟!

نكسب بسمة أطفال تنعش القلوب، أملاً صغيراً في عيونهم ، يحثنا على بناء غد أفضل، ونكسب نظرة ودٍّ من آباءٍ يزدادون ثقة بشباب وطنهم، نظرة تشدّ من عزيمتنا وتمسكنا بمسؤوليتنا تجاه وطننا.

فهل هذه المكاسب قليلة بعد كل الخسائر؟!

العدد 1105 - 01/5/2024