«شبح خارق» يُبطل تفوق الدرع الصاروخية الأمريكية

(الأطباق الطائرة) الغامضة التي ظهرت بين فترة وأخرى في مناطق مختلفة، ظلت لغزاً حيَّر العالم سنوات طويلة، ومادة خصبة لتكهنات تراوح بين أن تكون أدوات لرحلات استكشاف يقوم بها سكان كوكب مجهول يستعدّون لـ(غزو) الأرض، أو مجرد (ابتكارات) لأجهزة الاستخبارات التي نقلت حروبها السرّية إلى الفضاء.

لكن الجواب جاء من روسيا هذه المرة، عبر (تسريب) نقلته وكالة (إنترفاكس) للأنباء عن مصدر لم تكشف هويته أو طبيعة عمله.

يفيد الخبر بأن روسيا تنفّذ تجارب محاطة بسرية مطلقة، على جهاز طائر أطلقت عليه (المشروع 4202)، في إطار تحضيراتها لما تسمّيه (الرد الحاسم) على نية واشنطن نشر منظومات الدرع الصاروخية في شرق أوربا ومناطق أخرى من العالم.

وتعتبر موسكو أن هدف مشروع (الدرع) تطويقها عسكرياً وشل قدراتها الصاروخية والنووية، وكانت قد أعلنت سابقاً عن إجراءات ستتخذها للرد، بينها نشر قوات وأسلحة ثقيلة على طول الحدود مع أوربا، وتعزيز الدفاعات الصاروخية في إقليم كاليننغراد (أقصى غرب روسيا) الذي يعدّ رأس الحربة في المواجهة المحتملة، كما لوّحت روسيا أخيراً بإمكان نشر أسلحة نووية وقاذفات ثقيلة في شبه جزيرة القرم التي ضمتها العام الماضي.

لكن الحديث عن استخدام ابتكارات (خارقة) لم يظهر إلا في التسريبات، وقال المصدر للوكالة إن (المشروع 4202) سيقضي على جهود واشنطن لنشر (الدرع) نهائياً، موضحاً أنه (جهاز طائر لديه قدرات فائقة لاختراق سرعة الصوت وتنفيذ مناورات تُعتبر سابقة مثل التحليق العمودي والأفقي بسرعته الخارقة)… ما يجعله (شبحاً طائراً) تغدو معه الصواريخ التي تتكوّن منها (الدرع الأمريكية) أشبه بألعاب أطفال لا جدوى منها.

وأشار المصدر إلى أن روسيا نفّذت عشرات التجارب على مشروعها خلال السنين العشر الماضية، وآخرها في شباط الماضي، باستخدام صواريخ عابرة للقارات من طرازي (آر إس 18) و(أور 100) أُطلِقت من قاعدة بايكونور الفضائية الروسية التي أُقيمت في كازاخستان.

وفي إشارة إلى المشروع أكثر جدية ووضوحاً، نسبت وكالة (إنترفاكس) إلى مدير مجمع (السلاح الصاروخي التكتيكي) بوريس أوبنوسوف، قوله في اجتماع مغلق عُقِد أخيراً، إن (العمل جارٍ لتطوير جهاز طائر خارق للصوت)، وأنه عُرِض في فعالية مغلقة أمام عدد من الخبراء الذين شاركوا الشهر الماضي في معرض عسكري نُظِّم قرب موسكو.

وإلى أن تنكشف حقيقة (الطبق الطائر) الروسي القادر على صنع (المعجزات)، وقلب الطاولة أمام الأمريكيين بقدرات تُعدُّ سابقة علمياً، يبدو صعباً الوصول إلى معطيات أكثر دقة، تؤكد أن (المشروع 4202) حدث علمي وعسكري (خارق)، أو تضع التسريبات في إطار (الحرب الإعلامية والنفسية) المستعرة الآن بين روسيا والغرب.

العدد 1105 - 01/5/2024