المكتب السياسي للشيوعي السوري الموحد: مكافحة الإرهاب والإرهابيين.. ولا لقرارات رفع الأسعار

منتدى موسكو خطوة أولية ناجحة  ضبط الفلتان الأمني وتعديات الحواجز

إطلاق سراح معتقلي الرأي  تسهيل عودة المهجرين

عقد المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوري الموحد بتاريخ 31 كانون الثاني 2015 اجتماعه الدوري، واستمع إلى تقارير سياسية واجتماعية قدمها عدد من أعضائه، وخلص إلى مايلي:

في الأوضاع الاجتماعية

تسود في البلاد موجة من الارتفاع الجنوني في أسعار كل المواد، دون ضوابط، ودون رقابة تموينية، ولا أي محاسبة أو تبرير.

وبالرغم من أن المواطنين قد ضاقوا ذرعاً بأوضاعهم المعيشية التي لم يعد ممكناً تحملها، فقد أصدرت الحكومة مؤخراً قرارات رفعت بها سعر المازوت بنسبة 108% وأسعار الخبز والغاز بنسبة 40%، ومنحت بالمقابل الموظفين والمتقاعدين (تعويض معيشة) قدره 4000 ليرة سورية، وبررت ذلك بداعي تغطية العجز الكبير الذي تعانيه الموازنة، والخسائر الناشئة عن العقوبات الاقتصادية الجائرة التي فرضتها الدول الاستعمارية على سورية.

لنبحث عن موارد غير رفع الأسعار

إن حزبنا، إذ يقدر الأسباب الموضوعية للصعوبات التي يعانيها الاقتصاد الوطني، فإنه يرى أن تحميل الطبقات الشعبية وحدها وزر هذا الوضع، هو إجراء غير مقبول، ويتعارض مع الثوابت التي سادت البلاد عدة عقود من الزمن، ويعرّض التوازن الاجتماعي للخلل، ويقوض أركان ميزانية الأسرة السورية، ويسبب استياءً شعبياً واسعاً، ولذلك فقد لاقت القرارات رفضاً من غالبية الشعب السوري الذي دعا ويدعو الحكومة إلى الرجوع عن هذه القرارات، والبحث بشكل معمق ومدروس عن أساليب أخرى لتغطية العجز وتأمين موارد جديدة للدولة.

في الوضع السياسي

كما استعرض المكتب السياسي الوضع المعقد الذي عاشته المنطقة في الأسابيع القليلة الماضية، والذي نشأ خصوصاً بسبب العدوان الإسرائيلي على مزارع الأمل في القنيطرة، والذي أودى بحياة عدد من قيادات المقاومة الوطنية اللبنانية والخبراء الإيرانيين.

جبهة الجولان.. إلى الواجهة

لقد استنفرت كل القوى العسكرية العاملة في هذه المنطقة خشية توسع دائرة العدوان الذي قوبل باستنكار شديد وسط دعوة كل القوى الوطنية لأخذ وضعية التأهب.. وكان أن جاء الرد على هذا العدوان من قبل حزب الله في لبنان، بعملية عسكرية بطولية أودت بحياة أكثر من 13 جندياً إسرائيلياً على أرض مزارع شبعا اللبنانية. وتعود أسباب التأزم في تلك المنطقة إلى النشاط المحموم المشترك الذي تقوم به القوات الإسرائيلية مع المجموعات الإرهابية المسلحة من أجل عزل المنطقة الجنوبية والجنوبية الغربية لسورية وإقامة شريط عازل برعاية إسرائيل، يماثل الشريط العازل للخائن أنطون لحد في لبنان، والذي انهار على يد المقاومة.

إن العملية البطولية التي قام بها حزب الله رداً على العدوان على القنيطرة، وإعلان السيد حسن نصرالله عن توحد الجبهات المجاورة لسورية في مواجهة إسرائيل قد خلق وضعاً جديداً في المنطقة، أساسه وضع حد لعدوان إسرائيل المتكرر على لبنان وسورية، والحيلولة دون إقامة الشريط الحدودي العازل، والقضاء على المجموعات الإرهابية كالنصرة والجيش الحر وداعش، التي جندت نفسها لخدمة العدو الإسرائيلي. إن هذا الأمر يتطلب تعزيز قدرات سورية العسكرية والتركيز على جبهة الجولان وإطلاق جبهة المقاومة الشعبية فيه.

منتدى موسكو.. نجاح أولي يستلزم المتابعة

وقد تابع المكتب السياسي للحزب التطورات الأخيرة فيما يتعلق بالجهود المبذولة، خصوصاً من قبل الدولة الصديقة روسيا، لاستئناف مسيرة الحل السياسي للأزمة السورية، هذه الجهود التي تكللت بعقد منتدى موسكو بين 26 و29/1/2015 الذي حضرته وفود عن الحكومة السورية وعن المعارضات السياسية السورية، والتي أمكن، لأول مرة، تنظيم لقاء مشترك وحوار مباشر بين الحكومة السورية وبعض قيادات المعارضة السورية في الداخل والخارج.

لقد طرحت في هذا المنتدى، الذي لم يكن من وظيفته الخروج بقرارات أو حلول، العديد من الرؤى والأفكار المتعارضة مع بروز توافق على عدد من النقاط التي لم تكن كافية لاعتبار أن المنتدى قد أحرز تقدماً كبيراً في مجال عمله.. إلا أن الحوار الأولي الذي جرى وقبول الأطراف المتعارضة بمبدأ الحوار، يُعد خطوة أولية ناجحة على طريق حل الأزمة بالطرق السلمية، نقيضاً للحل العسكري الذي جهدت الولايات المتحدة وحلفاؤها وأتباعها لممارسته ضد سورية، والذي سقط وفشل تحت تأثير ضربات الجيش السوري الباسل وصمود سورية أربع سنوات، وتعثر مشروعي الهيمنة والتكفير في آن واحد.

لقد كان حزبنا الشيوعي السوري الموحد منذ بداية الأزمة، ومازال، مؤيداً بل مطالباً بعقد حوار بين القوى السياسية والاجتماعية الوطنية في البلاد، بهدف التوافق على إنهاء الأزمة وتحديد ملامح مستقبل سورية الديمقراطي التقدمي العلماني.. وإننا نرى أن إصرار السوريين على الحوار وإنجاح المبادرة الروسية يعني بدء الخروج من الدائرة المغلقة التي يسعى أعداء سورية لحصرها فيها.

وإننا إذ ندعو لإزالة كل العقبات أمام تقدم منتدى موسكو 2 في آذار القادم، فإننا نعتقد أن مجموعة من المبادئ يجب أن تكلل أي حل سياسي، وعلى رأسها مكافحة الإرهاب أولاً، وطرد المقاتلين المرتزقة القادمين من الخارج وهم بعشرات الألوف، وقطع دابر التمويل الخارجي، وسد منافذ التسلل من تركيا، والالتزام بتحرير الجولان والأراضي العربية المحتلة، على أن يترافق ذلك مع تدابير من الحكومة السورية تعزز الثقة وتخلق نوعاً من الانفراج مثل إطلاق سراح معتقلي الرأي السوريين، وتسهيل عودة الكثير ممن اختاروا الابتعاد عن البلاد ولم تلوث أيديهم بدماء السوريين، وتطوير الخطاب الإعلامي بشكل يجتذب الآراء السياسية السلمية ومحاورتها.

– يزداد تذمر المواطنين من الفلتان الأمني الذي يتجسد باستفحال ظاهرة الخطف بهدف الابتزاز المالي أو زرع الفتن المذهبية أو الطائفية، كما تتزايد حالات السرقة والتعديات التي تمارسها العديد من الحواجز، وفرض الأتاوات والرشا، والاعتداء على كرامات المواطنين، دون أن تقابل هذه الظواهر بتدابير زجرية من السلطات الأمنية.

ومما يزيد من المعاناة الإنسانية للسوريين، تفاقم الهجرات الجماعية لمئات الألوف منهم إلى الداخل والخارج، حيث يعيشون حياة لا إنسانية ويتعرضون لمخاطر وقساوة الطبيعة، في ظل انعدام أبسط الشروطية الإنسانية، ما يتطلب تركيز أقصى الجهود للحد من هذه الهجرة، واستنفار طاقات الدولة والمجتمع لإيجاد المآوي اللازمة لتسهيل عودة المهجرين.

العدد 1105 - 01/5/2024