احتفالية جرمانا بعيدَي المرأة والأم

 بمناسبة عيدَي المرأة والأم، أقامت رابطة النساء في مدينة جرمانا احتفالاً حضرته بعض الصديقات والرفيقات اللواتي أثنين على المبادرة، التي أتاحت المجال للتعارف ما بين الحاضرات من جهة، وما بينهن وبين رابطة النساء من جهة أخرى، مما يُفسح المجال لتوسيع رقعة النشاط الرابطي في المدينة. كما حضرت الاحتفال ممثلات التنظيم النسائي في كل من الجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين.

افتتحت الاحتفال الرفيقة دولت داوود بكلمة ترحيبية، ثم تناولت مسيرة نضال المرأة منذ أن أقصتها النظم الدينية والرأسمالية عن مكانتها الأولى مروراً بنضالها في مختلف المجتمعات من أجل الحصول على حقها في التعليم والعمل، وتطرقت إلى سبب اختيار اليوم العالمي للمرأة، مُشيرة إلى المظاهرات والإضرابات النسائية التي قامت في بعض البلدان الرأسمالية التي كانت تتعامل مع العاملة بتمييز واضطهاد على أساس جنسها، وأهمها تعرض عاملات النسيج لحادثة احتراق في المعمل بسبب مطالبتهن بتحديد ساعات العمل وتحسين ظروفهن وأجورهن، مما حدا بالمناضلة كلارا زيتكن عام 1910 للمطالبة باعتبار هذا اليوم الثامن من آذار من كل عام يوماً عالمياً للمرأة في كل أنحاء العالم. كما أوضحت أن البيان الشيوعي الذي وضعه كارل ماركس وإنجلز قد تناول قضية المرأة من منطلق علمي، ما جعل كل الأحزاب الشيوعية واليسارية في العالم تتبنى قضية المرأة كأولوية أساسية في النضال من أجل مجتمع تتساوى فيه حقوق الجنسين وتسوده العدالة الاجتماعية. ثمّ أشارت إلى اتفاقية مناهضة العنف والتمييز ضدّ المرأة والتحفّظات السورية عليها التي اغتالت روح الاتفاقية ومبدئها في وصول المرأة إلى كل حقوقها في القوانين الناظمة لحياة المجتمع.

وألقت الأديبة مادلين إسبر قصيدة رصدت مسيرة العلاقة ما بين الجنسين تاريخياً جاء فيها:

عذراً تموز لن أقرأ لك بعد اليوم قبل النوم الصلاة

عن ماذا أحدثك الآن؟

الآن عن ماذا أحدثك؟

عن نسوة تموت كل يوم تحت الركام

أم عن الحريم القابعات في الزوايا؟!

عن الأطفال الجوعى؟

أم عن الشيوخ ودموعهم المحترقة؟

عن الرجال العراة في السجون؟

في العصر المسخ المجنون؟

عصر اللعنة الدم والموت

أنا عشتار يا تموز أمُّ الخصب

لن أبقى بعد اليوم نائمة خلف الأبواب

أنا عشتار يا تموز أمّ الخصب

أنسيت أني الحرف القادم من جذور الأرض..؟

ثم تناولت الزميلة إيمان أحمد ونوس واقع المرأة السورية منذ ما قبل الحرب وخلالها، مشيرة إلى ما أفرزته الحرب من تناقضات على واقع المرأة سواء قانونياً أو اجتماعياً، مبيّنة أن وضع المرأة ومعاناتها خلال هذه الحرب يجب أن يؤدي إلى تعديل ليس النظرة الاجتماعية للمرأة وحسب، بل وكذلك تعديل مختلف القوانين التي تحوي مواد تمييزية ضدّها، وأهمها قانونا الأحوال الشخصية والجنسية، وضرورة تفعيل المقترحات والتعديلات التي خرجت بها اللجنة الوزارية المُكلّفة من قبل وزارة العدل بدراسة جميع المواد التمييزية ضدّ المرأة في القوانين السورية.

إضافة إلى ضرورة رفع التحفظات السورية عن اتفاقية السيداو بالتزامن مع تفعيل القرار الأممي 1325 الداعي إلى مشاركة المرأة على قدم المساواة مع الرجل في مختلف عمليات السلام في المناطق الساخنة. وأشارت إلى الأهداف التي ترمي إليها بعض الفتاوى والتصريحات الصادرة عن بعض المسؤولين عن المسائل الشرعية والهادفة ضمناً إلى التصدي للأصوات الداعية إلى سورية مدنية علمانية تقوم على مبدأ المواطنة وسيادة القانون والدستور.

ثمّ قدمت الأديبة لينا عريج قصة قصيرة من وحي المناسبة ترصد معاناة المرأة في ظل تعدد الزوجات. كما قدمت إحدى الصديقات هدية- نصيحة لفتيات اليوم نساء الغد تدعوهن للثورة على الوجع والضعف.. وألاّ يكون الرجل هو الحلم الأوحد.. وألاّ يحدّ الفستان الأبيض من طموحاتهن في صناعة مستقبلهن القائم على العلم والعمل..

تلا ذلك مداخلات راقية من الحاضرات تطرّقت إلى ما قُدِّم وما تريده النساء اليوم.

 

العدد 1105 - 01/5/2024