في يوم الأرض.. الفلسطينيون متمسكون بهويتهم الوطنية وحقهم المشروع في الدفاع عن وجودهم

يطلّ علينا ذكرى يوم الأرض الخالد في الثلاثين من آذار الذي شكّل عام 1976 حدثاً تاريخياً مهماً، وملمحاً نضالياً مضيئاً في تاريخ الشعب الفلسطيني ونضاله الوطني، باعتباره اليوم الذي عبّر فيه الفلسطينيون في الأراضي المحتلة عام 1948 عن رفضهم القاطع لسياسة الأمر الواقع التي حاولت سلطات الاحتلال الصهيونية فرضها عليهم، فهو يوم الانتفاضة الوطنية المتوقدة، والتي كانت نتيجةً لممارسة الاحتلال الغاشم باغتصاب وسلب آلاف الدونمات من الأراضي الفلسطينية في الداخل المحتل، إذ بدأت مظاهرات احتجاجية في معظم القرى والمدن والتجمعات الفلسطينية داخل الخط الأخضر، لتؤكد وحدة الأرض والوطن ووحدة الشعب ووحدة الدماء الزكية الطاهرة التي امتزجت بثرى أرض فلسطين. لقد كانت الأرض الفلسطينية المغتصبة منذ عام 1948 وما زالت، لبّ قضية الصراع والوجود الفلسطيني العربي على هذه الأرض مع قوات الاحتلال الغاشم ودولته العنصرية، ومنذ ذلك التاريخ والفلسطينيون يعانون الويلات تلو الويلات، من قتل وتعذيب وتشريد وتهجير، من أجل طمس الهوية الوطنية الفلسطينية. واليوم، بعد مرور تسعة وثلاثين عاماً على أحداث يوم الأرض يواصل كيان الاحتلال السير في سياساته العنصرية والتعسفية والإجرامية بحق الفلسطينيين وأرضهم ومقدساتهم، مستنداً إلى تآمر أميركي وغربي وصمت دولي فاضح، فيما يصرّ الفلسطينيون على التمسك بأرضهم وحقوقهم مستندين إلى دعم قوى المقاومة في المنطقة وعلى رأسها سورية، التي تتعرض لعدوان إرهابي مستمر من قبل الولايات المتحدة وهذا الكيان الغاصب وحلفائهما الغربيين وأدواتهما من ممالك ومشيخات الخليج ونظام رجب طيب أردوغان، بسبب تمسكها بمواقفها تجاه القضية الفلسطينية والقضايا العربية، ورفضها لكل محاولات السيطرة والهيمنة على المنطقة ومقدراتها.

إن إحياء الشعب الفلسطيني ذكرى يوم الأرض ليس مجرد سرد أحداث تاريخية، بل هو معركة جديدة في حرب متصلة لاستعادة الحقوق الفلسطينية، ومنذ عام 1976 أصبح يوم الأرض يوماً وطنياً في حياة الشعب الفلسطيني داخل فلسطين وخارجها، وفي هذه المناسبة تنطلق تحركات شعبية فلسطينية عديدة تؤكد وحدة الشعب الفلسطيني وحقه في أرضه رغم شراسة الهجمة الاستعمارية الإسرائيلية التي نالت من أرض أجداده التي تحول جزءٌ منها إلى جزر استيطانية كثيفة.

 وقد أصدر حزب الشعب الفلسطيني  بياناً بهذه المناسبة جاء فيه:  يأتي يوم الأرض الخالد هذا العام في ظل مواصلة العدوان والاستيطان والحصار والسعي الإسرائيلي المحموم للقضاء على طموحات الشعب الفلسطيني في التحرر والاستقلال والعودة  والاستمرار في طرح العديد من المشاريع التي تستهدف تصفية الحقوق الوطنية المشروعة لشعبنا في الحرية والاستقلال، إن حزب الشعب، وهو يؤكد رفضه لكل المشاريع التي تنتقص من حقوق  شعبنا الوطنية، يرى أن إفشال هذه المشاريع وضمان تحقيق حقوق شعبنا في إقامة دولته الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس، وضمان حق اللاجئين بالعودة الى ديارهم، يتطلب الإسراع في استعادة الوحدة الوطنية، وتسريع آليات إنهاء الانقسام، والمباشرة بتنفيذ قرارات المجلس المركزي في دورته الأخيرة، في سياق اعتماد استراتيجية فلسطينية بديلة تقوم على تعزيز صمود شعبنا فوق أرضه، وتعزيز دور منظمة التحرير الفلسطينية، وتفعيل مؤسساتها، وتفعيل المقاومة الشعبية في مواجهة الاحتلال والاستيطان، وإعادة النظر في كل التزامات السلطة الوطنية الفلسطينية مع الاحتلال الإسرائيلي، وتنفيذ قرار المجلس المركزي بوقف التنسيق الأمني، كما يتطلب ذلك استثمار حملات التضامن الدولية واتساعها مع شعبنا وقضيته العادلة، وضرورة السعي لعقد مؤتمر برعاية مجلس الأمن وتوسيع رعاية أية مفاوضات لتشمل روسيا والصين والاتحاد الأوربي، كما يتطلب مواصلة إجراءات انضمام فلسطين إلى كل المنظمات الدولية والهيئات التابعة للأمم المتحدة، لفضح الاحتلال وممارساته وانتهاكاته المستمرة، والتقدم فوراً بملف شكوى  لمحكمة الجنايات الدولية لملاحقة دولة الاحتلال وقادته على جرائمهم المستمرة بحق شعبنا.

عاش يوم الأرض الخالد!

المجد للشهداء!

الشفاء للجرحى.. الحرية للأسرى!

العدد 1105 - 01/5/2024