عمليتان إرهابيتان في الحسكة وسلمية.. الإرهابيون يسعون إلى وأد المساعي السلمية

مثلما هي عادتهم، عند اقتراب تحقيق أي مسعى سلمي لحلّ الأزمة السورية، وبهدف رفع معنوياتهم وإثبات وجودهم أمام داعميهم الأمريكيين والخليجيين والأردوغانيين ،بعد الضربات المتتالية التي وجهتها لهم القوات المسلحة الباسلة، قام الداعشيون وأنصارهم بعمليتين إرهابيتين في مدينتي الحسكة وسلمية، أدتا إلى إزهاق أرواح عشرات المواطنين الأبرياء، وجرح عدد كبير منهم.

ففي مدينة الحسكة التي كانت تحتفل بأكرادها وعربها بعيد النوروز، قام الإرهابيون بتاريخ 20آذار2015 بتفجير سيارتين مفخختين وسط حشود الأهالي، مما أدى إلى استشهاد 37 مواطناً وجرح 96 آخرين، ووقوع أضرار مادية بالغة في عدد كبير من المنازل والمحال التجارية.

كذلك قام الإرهابيون صبيحة 20 آذار 2015 بهجوم على الثغور الشرقية والشمالية لمدينة سلمية، التي يقف أهلها صامدين منذ سنوات في مواجهة الإرهاب وتنظيماته المجرمة، والذين دافعوا عن مدينتهم، وأجبروا الإرهابيين على الانسحاب تاركين قتلاهم الذين ناهزوا المئتي قتيل في أرض المعركة، بعد تدخل القوات المسلحة ، وسقط إثر هذا الهجوم الغادر 58 شهيداً وأكثر من 45 جريحاً من المدافعين الصناديد عن المدينة.

هكذا قُدر للشعب السوري أن يقدم القرابين، ويتحمل الدمار والتهجير والخطف والمعاناة المعيشية والاجتماعية دفاعاً عن قيمه الإنسانية الخيّرة في وجه أشرس غزو إرهابي عرفته البشرية.

ويتساءل المواطنون السوريون بحسرة: هل مازال في عالمنا هذا من يدعم مصاصي الدماء وباقري البطون؟!

في كل يوم تطالعنا وكالات الأنباء بحقائق جديدة حول أعداد الإرهابيين الآتين من دول العالم لدعم الدواعش وأنصارهم، ويقف  الوزراء الأوربيون أمام (الميكروفونات)، مؤكدين تورط مواطنيهم في قتل السوريين، لكنهم يتحولون فجأة إلى أصنام دون حراك أمام تعنت الأمريكيين الذين افتتحوا معسكرات التدريب في تركيا لتهيئة المزيد من القتلة والسفاحين.

إن جماهير شعبنا نظرت، ومازالت تنظر، بتفاؤل وأمل إلى جميع المساعي السلمية لحل الأزمة السورية، ومنها المسعى الروسي المتمثل في منتدى موسكو الأول والثاني، لكنها في الوقت ذاته تطالب المجتمع الدولي الذي لم تصدر عنه أي إشارة شجب أو إدانة تجاه الأعمال الإرهابية التي تزهق أرواح السوريين بالكفّ عن موقف اللامبالاة تجاه جرائم الإرهابيين، والمساهمة في إنجاح المبادرات السلمية من جانب، ومساعدة سورية على مقاومة الغزو الإرهابي واستئصاله، بعد أن أصبح خطراً يهدد المجتمع الدولي بأسره من جانب آخر.

السوريون مستمرون في مواجهة الإرهاب رغم المآسي التي يتعرضون لها، رغم الحصار الجائر الذي تقوده الولايات المتحدة وشركاؤها، وسيتعزز صمودهم أكثر فأكثر إذا ما تركزت السياسات الحكومية على حل معضلاتهم المعيشية والاجتماعية، ووضعت حداً للفاسدين والمتاجرين بقوتهم ودوائهم والمتلاعبين بالأسواق السوداء وتجار القطع الأجنبي.

إن الحفاظ على كرامة المواطنين السوريين، يعني استمرار مواجهة الإرهاب.. يعني استمرار صمود سورية الدولة والشعب.

 

… و«الشيوعي السوري الموحد» يدين

اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوري الموحد، تستنكر وتدين العمل الإجرامي في مدينة الحسكة.

لقد ارتكبت العصابات التكفيرية الإرهابية مجزرة كبرى راح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى من أبناء شعبنا الأبرياء في مدينة الحسكة، أثناء احتفالهم بعيدَي النيروز والأم. إننا نستنكر وندين مرتكبي جميع هذه الجرائم الإرهابية الشنيعة ومموليها وداعميها، لأنها تستهدف صمود شعبنا وتلاحمه في الدفاع عن استقلال أراضيه وسيادتها ووحدتها. إن استمرار التعايش بين العرب والأكراد في سورية على أساس التاريخ الطويل المشترك، هو الضمانة الأكيدة لمجابهة الإرهابيين الداعشيين وأنصارهم.

دمشق 22 آذار 2015

اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوري الموحد

العدد 1105 - 01/5/2024