كسر الحصار

بعد محاولات عديدة لمعالجة ارتفاع أسعار القطع الأجنبي بأسلوب (السوق) والعرض والطلب، وفشل هذه المعالجات، آن لنا- ونحن نواجه حصاراً جائراً- أن نكسر هذا الحصار ومفاعيله الاقتصادية والنقدية، لا بطرح ملايين الدولارات في الأسواق المالية، بل بالتركيز فعلاً لا قولاً على الحوامل الرئيسية لاستقرار أسعار الليرة السورية، وهي بالدرجة الأولى إعادة عجلة الإنتاج الصناعي إلى الدوران، وبذل الجهود لضمان المحاصيل الزراعية الرئيسية، فدون هاتين الخطوتين ستبقى جميع حلولنا قاصرة، وتصب في مصلحة السماسرة والمضاربين.

دون الصناعة والزراعة لا يمكن ازدهار التجارة، ولا زيادة إيرادات الخزينة العامة، ولا قطع أجنبياً يغذي احتياطّينا الاستراتيجي، ولا فرص عمل لمئات ألوف العاطلين، ولا تقليص لمعدلات الفقر.

لقد تراجعت في جميع الدول التي خاضت الحروب النشاطات الاقتصادية الهامشية والريعية، وأوقفت آلية السوق الحر.. وخبا بريق البورصات، وتوقف العمل بقوانين المزاحمة الحرة، والتجارة الحرة، وتم الاعتماد على الصناعة الوطنية والزراعة بهدف تقليص المستوردات وتوفير القطع الأجنبي.

أزيلوا جميع القوانين التي تعيق إنهاض الصناعة السورية بشقيها العام والخاص، وقدّموا جميع التسهيلات لمزارعينا، وخاصة المازوت، وسترون بأم أعينكم تألّق الليرة السورية مقابل عملات الكون بأسره.

العدد 1105 - 01/5/2024