ما الذي يدفع المرأة إلى القتل..؟

انتشرت في الآونة الأخيرة مقولة عصابات نسائية, حتماً هذه الظاهرة ليست وليدة اليوم ولا الأمس فهي قديمة, وجُسِّدَت في زمن الأبيض والأسود من خلال فيلم( ريا وسكينة) المأخوذ عن قصة واقعية في مصر.

وسؤالنا هنا: يا ترى، هل توجد سيدة أصيلة تقوم بمثل هذا النوع من السلوك، بحجة الظروف، أم هناك سيدات هنّ بطبعهن يمتلكن رغبة في العنف والقتل والعدوانية؟ كررنا مراراً أنه لا يولد شخص يحمل أي نوع من هذه الميول, بل إن ميولنا وسلوكنا عبارة عن مكتسبات, وردّة فعل حيال أمر في ظرف معين, وهذا طبعاً يؤكد أن وراء كل جريمة سبباً أدى إلى وقوعها, لذلك نرى أن بعض السيدات أقدمن على فعل القتل (بدافع الحب لدرجة الهيام والهستريا)، وأخرى تقدم على القتل نتيجة الظروف المادية والاقتصادية, وطبعاً هذا هو لبُّ الموضوع, وهو ما نراه الآن نتيجة الحرب، وانتشار عصابات نسائية ظاهرة موجودة, لكن خلفها عصابات من الرجال يقومون بتوظيف سيدات أجبرتهن الحياة على الوقوع في مصيدتهم نتيجة ما نحن عليه اليوم من عوز مادي وغياب المعيل من زوج أو أخ أو أبن, ليقوم بإجبار هؤلاء السيدات على استدراج رجال, من أصحاب النفوذ والمال، إما مقابل فدية مبلغ من المال, أو بهدف القتل عمداً نتيجة تضارب مصالح وأعمال, أو بسبب اختلاف في الانتماء السياسي وخاصة بهذه الفترة,

ولا ننسى عصابات المتاجرة بأعضاء البشر وخاصة في الحروب, عن طريق جمعيات خيرية تقودها سيدة تبدو من سيدات المجتمع المخملي، وكأنها النسمة الرقيقة والأم الحنون والمنقذ لكل فتاة تريد ملجأ وصدراً رحباً يستوعب طموحاتها, وهذا كله مقابل المال, وهنا تكون المرأة الضحية الأكبر لأنها تُستغل جسدياً ونفسياً وتكون سلعة لترويج صفقات رجال لا يرون من الأنثى إلاّ جسداً لتمرير مصالح, وتفريغ رغبات مشحونة بالحقد, كذلك تجارة المخدرات والصفقات التجارية, وتهريب الآثار، كلها تستقطب العنصر النسائي للقيام بالجرائم خاصة أن المرأة هي في نظر البعض, وسيلة إغواء وحيدة للرجل، ولا يخفى علينا أن هناك سيدات يطبعهن الحقد والكره وتخلو نفوسهن من أي نوع من الحب والتعاطف، رغم أنها أم تلد وتربي أطفالاً، والأم دائماً رمز الحنان والعطاء, فلا بدّ أن يكون هناك سبب جعل هذه الأنثى- الأم بالدرجة الأولى قاتلاً وبطريقة شرسة، فهل يا ترى بسبب ظروف الحياة القاسية من فقر وجوع وتشرد وحرمان وعدم استقرار في كنف أسرة(على مبدأ لا يوجد علة أقوى وأشد من علة الفقر نفسه)أم التربية الخاطئة ضمن أسرة جعلت من هذه السيدة شخصاً عدوانياً وقاتلاً!؟ 

لكن مهما كانت قسوة الظروف ومرارة الحياة فلا مبرر لفعل القتل للجنسين, فمن تود المال والحياة الكريمة هناك وسائل كثيرة تحصل من خلالها على المال, دونما اللجوء للقتل أو العنف. وإذا كان هناك سبب وراء هذا الفعل لابد من استئصاله, والعمل على تلافيه, لننقذ هؤلاء السيدات من الضياع, ونقوم بالعمل, على شخصياتهن، من خلال منظمات مختصة وجمعيات تأهيل تربوي, ومصحات نفسية خاصة, لنقوم بحمايتهن وإعادة بناء شخصياتهن, لأن المرأة عماد المجتمع, وهي من تنجب وتربي, وإذا كانت المرأة ذات خلق, حتماً سيكون الجيل صاحب خلق والمجتمع صحيحاً وسليماً. 

العدد 1105 - 01/5/2024