يا مجلس الأمن الموقر.. الكيان الصهيوني مازال يحتل الجولان السوري!

(النور):
جاء في القرار 2799 الذي اتخذه مجلس الأمن الدولي في 6/11/2025:
(وإذ يؤكد مجلس الأمن الدولي من جديد التزامه القوي بالاحترام الكامل لسيادة الجمهورية العربية السورية واستقلالها وسلامتها الإقليمية ووحدتها الوطنية، وكذلك دعمه المستمر للشعب السوري…).
يا مجلس الأمن الموقر..
نشكر حرصكم على سيادة سورية واستقلالها، وننوّه بعزمكم على محاربة (داعش) وحلفائها، بعد أن تسبّبت بسفك الدم السوري، وهدم وحرق المدن والمنشآت الاقتصادية، ودفعت قسراً غالبية الشعب السوري إلى هاوية الفقر، لكننا، في الوقت ذاته، نودّ أن نذكّركم بأن التزامكم (القويّ) بسيادة سورية وسلامتها كان وما يزال يتطلب من الأمم المتحدة، ومنكم أيضاً، إلزام الكيان الصهيوني، وفق قراراتكم التي مضى على إصدارها عشرات السنين، ويعاد التأكيد عليها سنوياً، إلزامه بالانسحاب من الأراضي السورية المحتلة، وفي مقدمتها الجولان، كي تستعيد سورية سيادتها واستقلالها الحقيقي.
لو صدر هذا (الالتزام) عن منظمة تُعنى بشؤون المريخ، أو عطارد، لغفرنا لها افتقارها إلى المعلومات والمستندات والوقائع، أما حين يصدر عن منظمة أُسّست لضمان العدل والمساواة والاستقلال والحريات لدول العالم وشعوبه، فهو التزام يساوي قبضةً من ريح!
كيف يفسّر السوريون حرصكم على سيادة بلادهم واستقلالها، في الوقت الذي يبارك فيه الرئيس الأمريكي (ترامب) الذي تحتل بلاده مقعداً دائماً في مجلس الأمن، قرار الكيان الصهيوني بضمّ الجولان السوري إليه؟ من يصدق التزام مجلس الأمن بسيادة وحريات الشعوب، وجيش الاحتلال الصهيوني يستبيح الأرض الفلسطينية، ويرتكب المجازر بحق الشعب الفلسطيني؟
من يصون التزام مجلس الأمن بمكافحة الإرهاب، والإدارة الأمريكية تُعدّ الراعي الرئيسي لإطلاق المنظمات الإرهابية في العالم ومساندتها، وبضمنها داعش وحلفائها، بهدف إسقاط الانظمة وتخريب الدول الرافضة للهيمنة الأمريكية؟
يا مجلس الأمن الموقر!
إذا كنتم تظنّون أن ضمّ الجولان أصبح أمراً واقعاً، فالشعب السوري ليس كذلك، فقد كان وسيبقى يقيّم ويحاسب أيّ سلطة سياسية وعسكرية انطلاقاً من موقفها من استعادة السيادة السورية، وتحرير الأرض المغتصبة، وفي مقدمتها الجولان السوري، فهل ستغضبون؟

العدد 1140 - 22/01/2025