عربدة (نتنياهو) في القنيطرة.. الإدانات لا تكفي!
(النور)
في الوقت الذي استبشر فيه كثيرون بالتأييد والدعم الأمريكي لحكومة السيد أحمد الشرع، الرئيس المؤقت للبلاد، بعد زيارته للبيت الأبيض، وراحوا بعيداً في توضيح الحرص الأمريكي على سيادة سورية، رغم قناعتنا منذ البداية أنها ستكون تلبية لمصالح أمريكية وصهيونية قبل أن تكون تلبية لمصلحة سورية. في هذا الوقت كان رئيس وزراء الكيان الصهيوني يعربد في القنيطرة، ويضع شروطه لضمان أمن واستقرار سورية والسوريين، والتي تتلخص بكلمة واحدة: الخضوع.. الخضوع للمخطط الأمريكي – الصهيوني، والتنازل لا عن الجولان المحتل فقط، بل عن السيادة والاستقلال، والخيارات الوطنية السيادية التي ناضل السوريون من أجلها منذ نيل الاستقلال.
وما نحن متأكدون منه أن عربدة (نتنياهو) جاءت في سياق استغلاله للوضع السياسي والعسكري والاقتصادي الذي تمر به سورية، منذ انهيار سلطة الأسد بعد استئثار دام عقود.. فقد عمدت الإدارة الجديدة للبلاد الممثلة بهيئة تحرير الشام إلى حل الجيش السوري، وتغاضت عن المذابح الطائفية في الساحل، و(غزوة) جبل العرب، وتسبب جهازها الإعلامي في تغذية نزعات التطرف والحقد الطائفي والإثني، وازدادت جرائم القتل والخطف، وساء الوضع الأمني إلى درجة مقلقة، واختارت سياسات اقتصادية حاصرت القطاعات الوطنية المنتجة، وأدت إلى رفع أسعار السلع الأساسية والخدمات، مما زاد من الأعباء المعيشية التي عانى منها الشعب السوري خلال عقود النظام السابق، وأصبحت سورية بلداً لا يستطيع العيش فيه إلا أصحاب الملايين والمليارات، خاصة بعد تسريح ألوف العاملين في الدولة من عسكريين ومدنيين.
عربدة رئيس الوزراء الصهيوني لن تكون الأخيرة، ما لم تبذل الجهود الصادقة من أجل المصالحة الوطنية الشاملة بين السوريين، ولجم التطرف والتعصب بجميع أشكاله، لاستعادة السلم الأهلي، وجمع كلمة السوريين عبر حوار وطني شامل، لا حوار اللون الواحد، بهدف التوافق بين جميع الأحزاب والقوى السياسية والاقتصادية وممثلي الأطياف الدينية والاجتماعية والاثنية، على أوليات النهوض السياسي والاقتصادي والاجتماعي لسورية الجديدة.. المدنية الديمقراطية، القوية بجيشها وشعبها واقتصادها، القادرة على تحرير كل شبر من أرضها.
حينئذٍ، لن يجرؤ أحد على العربدة فوق التراب السوري، فلن يحمي سورية ويصون سيادتها إلا شعبها بجميع أطيافه.