وجع امرأة

في تلك اللحظة بالذات، عندما نظرت إلى النافذة وكانت الدمعة على شرفات عينيها، ونطقت، خنته مرتين.

شعرت أن الأرض زلزلت تحت أقدامي من شدة حزني عليها.

كيف أوصلها رجل إلى حافة الهاوية وكيف تجرأت على الانغماس بدرب شائك رغم ثواني المتعة وساعات وأيام الغضب والانتظار.

هناك نساء هوايتهن الخيانة، ونساء أشد ألمهنّ الخيانة، وإذا لجأن إليها فهو نوع من الانتقام من الذات أولاً، فالحبيب ثانياً، والقدر ثالثاً.

همس في أذني شبح رجل لا أعرف رائحته!

كان يراقب ردة فعلي ويصطاد أنفاسي المرتبكة، دون أن يعلم أنني أتألم على هذه السيدة، لأنها كانت تريد البقاء وسط عالم حنون ورجل واحد يكفيها.

همس: فعلتِ مثلها؟!

زاد الألم في عمق أعماقي، وجنح بي الشوق إلى رجل مجهول رسم معي في طفولتي ومراهقتي أسراباً من الطيور، واختفى مع طير أو حلم.

هل يستطيع رجل على وجه البسيطة أن يعلم مقدار الألم،

عندما ترف أجفاننا ونحن نسير على حافة هاوية، إذا أخطأت قدمنا سقطنا في حفرة، لو كانت مليئة بالورد إلا إننا سنموت قهراً، أو جوعاً أو عطشاً، ثم اشتياقاً؟!

وكيف لي أن أشرح كل هذا الوجع، بكلمة واحدة، وأنا الأنثى الشرقية يعيبني حتى استنشاق العشق!؟

وهو الشرقي الذي يملأ لائحة أيامه بأعداد من الفراشات كلما هب الهواء طارت واحدة وغطت أخرى!

لا أعرف كيف ستكون نهاية قصتي.

لكن الانتظار نهاية،

والألم نهاية،

والجفاء نهاية،

وكل شيء وارد،

ما دام العطش يملأ القلوب والعقول، والماء لا يروي، والسوائل عطشى.

العدد 1104 - 24/4/2024