حملات سياسية وإعلامية مركّزة لبث الخوف والتشكيك.. شعبنا لا يعرف اليأس.. وسورية صامدة

أصوات مؤثرة في الولايات المتحدة وأوربا طالبت حكوماتها بضرورة استثمار تقدم (النصرة) في بعض المناطق السورية، للوقوف في وجه تمدد (داعش) في مناطق أخرى في سورية والعراق! وذهبت هذه الأصوات إلى حد المطالبة بشطب (النصرة) من قائمة المنظمات الإرهابية، واعتبارها معارضة (معتدلة) ينبغي دعمها لحسم المعركة ضد (داعش) من جهة، والجيش السوري من جهة ثانية.

 استنفرت (الميديا) المعادية لسورية أجهزتها المتنوعة، خاصة بعد تراجع الجيش السوري في بعض المواقع، وشنت حملات مركّزة تهدف إلى زرع الشك والخوف في نفوس المواطنين السوريين. وراحت تبالغ بمجريات الحدث، وتضع سيناريوهات مفبركة لتداعياته، وترفق كل ذلك بأخبار عن مناطق أخرى مرشحة للسقوط، وتوقعات تستند إلى خرائط تؤسس لتقسيم سورية، وتعد ذلك أمراً واقعاً.

 يذهب أردوغان وأركانه أبعد من ذلك، إنه يضع المخططات لـ(سوريات) متعددة تسبح في فلك (سلطنته) المتحالفة مع مشايخ النفط!

 الأمريكيون يراقبون، لكنهم في الوقت الذي يحذرون فيه من توسع (داعش)، لم يفصحوا عن نواياهم بشأن الحل السلمي للأزمة السورية، ورغم الانطباع الإيجابي الذي تركته محادثات كيري مع بوتين ولافروف فيما يتعلق بحل النزاعات المسلحة، لكن الأمريكيين مازالوا ينتظرون انهيار الدولة السورية، وتفتت كيانها مؤسسياً ومجتمعياً.

جماهير الشعب السوري رغم اشتداد الضغط على سورية عسكرياً وسياسياً وإعلامياً، ورغم الأثر النفسي الذي تركته سيطرة الإرهابيين المؤقتة على بعض المناطق، ورغم المجازر التي ترتكبها المجموعات الإرهابية بحق المواطنين، تدرك جيداً أنها تخوض حرباً ضد الإرهاب العالمي، المدعوم من تحالف دولي يسعى إلى محو سورية الدولة، سورية الكيان، سورية المجتمع المنسجم المتآلف، سورية الحضارة والتقدم، وهي لن تسلّم أمرها لأمراء الظلام وحراس العتمة.

جماهيرنا لن تتنازل عن طموحها وأملها ببناء مستقبلها الديمقراطي.. العلماني، بالرغم من جميع الحملات الإعلامية والضغوط الأمريكية والتدخلات العسكرية التركية المباشرة، وستبقى صامدة في وجه أضخم غزو إرهابي عرفته البشرية. هذا الصمود سيرتقي إلى درجات أعلى حين يتوافق السوريون على الحل السلمي لأزمتهم، وحين يرفضون التقسيم والتفتيت الطائفي، وحين يدرك الجميع أن المسألة لا تتعلق بموالاة أو معارضة أمام خطر الغزو الإرهابي المدعوم من أعداء سورية.

هذا الصمود سيستمر ويزداد صلابة أيضاً حين تتوجه الجهود الحكومية باتجاه حل المعضلات المعيشية التي باتت تشكل همّاً وألماً تعانيه الفئات الفقيرة والمتوسطة.

أمام آلة الحرب والغزو الإرهابي، وأمام ماكينة الإعلام المعادي، يرفع السوريون علامة النصر.

العدد 1107 - 22/5/2024