الشباب أداة السلام

في كل مرحلة من مراحل التاريخ، وكل ثورة من الثورات في العالم للإصلاح والتغيير والعدالة والمساواة، تتجه الأنظار والآمال نحو الشباب لأنهم النبض القوي والشعلة المُتقدة أبداً، في كل وقفة تنادي بالتغيير، وأكبر مثال على هذا هو الشباب السوري في أزمة السبع سنوات، إذ كانوا محرك التغيير وفتيله، فقد لاحظنا أن منهم من اتجه نحو العنف والقتل بتأثير البيئة وتأثير بعض الأشخاص ممن نصّبوا أنفسهم قادة رأي، ومنهم من قرر الحياد واتخذ منه موقف المتفرج على ما يجري، ومنهم من قرر الهجرة واتخاذ موقف المنتقد المعارض خارج البلد، أو رأى في الهجرة متنفساً لتحقيق طموحاته، ومنهم من قرر نشر السلام لأنه مؤمن أن في هذا البلد ولد السلام ومنه سينتشر السلام، لذلك لا يمكن تجاهل الشباب في صنع القرار، ولا تغييبهم عن الساحة، وهذا ما أكده قرار مجلس الأمن 2250 عندما آمن بقدرة الشباب في وقف العنف والقضاء على الإرهاب، من خلال الطاقات الإيجابية الموجودة في شبابنا، وخاصة أنهم يشكلون النسبة الأكبر من سكان الأرض، ودائما روحهم المرنة تعطي ولادة جديدة للحياة الخالية من العنف الممزوج بالأمن والسلام.

ويبقى السؤال.. هل كل ما اتخذه مجلس الأمن من قرارات وخاصة القرار2250 بما يخص الشباب، والعمل على القضاء على الإرهاب، ونزع السلاح من أيدي المتنازعين من كل الأطراف، كذلك فكرة وجود محكمة تنظر بالمجازر الجماعية والإبادات الجماعية، والتي كان معظمها من الشباب.. هل سيُبصر تطبيق هذا القرار النور في بلدي، وخاصة بعد انتهاء الأزمة في سورية وفض النزاع..؟ هل سنرى الشباب السوري داخل سورية وخارجها شريكاً في صنع القرار وبيده زمام الأمور، وخاصة بعد أن تعرض للأذى من كل الأطراف، ومن كل النواحي والجوانب ومنها الجانب النفسي..؟ هل سيستطيع الشباب السوري محاكمة من قتل وأباد ودمر وصنع حرباً دامية لم يسلم منها الحجر ولا الشجر ولا البشر..؟

 أملنا كبير بشبابنا، والأمل الأكبر أن تكون هذا القرارات ليست فقط على ورق، بل تكون طريق العبور الواضح أمام جيل الغد صانع قرار اليوم، لتنبض البلد بروح الشباب وعنفوانهم، فهم حاملو رايات الحب والسلام عابرين بها فوق بحر الدم السوري، ليعمّ الأمن والسلام بيد صناع الأمل من شبابنا..

العدد 1105 - 01/5/2024