حرب تتموضع آثارها على أجساد السوريين!

 ساهمت السنوات السبع من الحرب بإضافة أبعاد جديدة إلى ذوي الاحتياجات الخاصة، سواء كانت هذه الأبعاد هي ازدياد في نسب المعوقين بسبب تبعات الحرب وتشوهاتها التي حمّلت أجساد  السوريين معاناة فوق معاناتهم، أو أبعاداً تحصر الخدمات المقدمة لهم والتي تُعدُّ بالغة الأهمية قياساّ للحال التي آل إليها معظم  السوريين المتضررين جسدياً من هذه الحرب.

فالإعاقة المفتعلة بسبب الحرب أو غيرها لم تكن مُشكلة أو حاجزاً يمنعهم من الخروج إلى الشارع لممارسة حياتهم الطبيعية، فالعين المُلاحظة وجودهم بكثرة في جميع الأمكنة، لن تخطئهم أبداً على هذه الرقعة السورية، التي يشوبها النقص والإعاقة في الإمكانيات والخدمات المتاحة، والتي ما زالت تشكل حالة من اللاتناسب مع حجم الاحتياجات اللازمة.

وفي يوم خصص للاحتفال بذوي الهمم – على حد قولهم – وجب فيه ذكر أن المُسمّى أبعد ما يكون عن ملامسة واقع ذوي الاحتياج الخاص في سورية، غير أن الاحتفاليات لا تحقق أدنى مستويات المعيشة لهم، ولا تمنحهم مستحقاتهم في تنمية قدراتهم وبناء ذاتهم.

والسلطات تصرّ على أنها أنجزت الكثير لهم، لكن ما وراء ظهورهم في الشارع وتحدياتهم في مواجهة أعين الناس؟

فالبعض منهم يخرج نتيجة ما يتحلى به من قوة عززتها مراكز الرعاية والدعم النفسي في الجمعيات المحلية والمنظمات الدولية  الفعّالة في هذه الأزمة، والنائبة عن تلك الجهات والمؤسسات  الأولى بتغطية احتياجاتهم (كرسي متحرك، ودعم نفسي متخصص… الخ).

أما الغالبية منهم، فخروجهم هو لأسباب فرضتها قسوة الحياة وغياب الدور المسؤول في تأمين احتياجاتهم كافة من توظيف وتخصيص دور رعاية لهم، وتنمية الجانب النفسي عبر إحداث مراكز متخصصة في مساعدتهم وتقويتهم نفسيا وجسدياً.

ويبقى لمراسم الاحتفال بيومهم العالمي نفقاته الخاصة! بينما يقف تأمين احتياجات ذوي الإعاقة أمام عجوزات كبيرة في ميزانية الحكومات!

العدد 1105 - 01/5/2024