الحب أم الزواج التقليدي، أيهما الأفضل؟

ما من أحدٍ يجهل قصص الحب الخالدة (قيس وليلى، روميو وجوليت، كليوباترا وأنطونيو) وغيرها من القصص التي قدّست المشاعر وخلقت معانيَ جميلة للوفاء.  

فمهما حصل من تغيّرات، ومهما تعاقبت الأجيال، فسيبقى البحث عن شريك نبادله الحب والاهتمام هو من أسمى الأمور الطوباوية على الإطلاق، فلا يمكن أبداً إغفال أهمية الحب ودوره في صنع المعجزات.

لكن وفي كثير من الأحيان تأتي الظروف لتعاكس العاشقين وتحول دون بقائهما معاً، إضافة إلى سمة المجتمع وأفراده الذين ما زالوا يمارسون دور الحاكم المتسلّط والفارض رأيه بحكم التقاليد الموجودة.
غير أن الأمر المفروغ منه والذي لا بدّ من الاتفاق عليه هو أن مسألة الارتباط وحرية الاختيار هي مسألة شخصية يقررها صاحب العلاقة ليتحمل مسؤولية اختياره لاحقاً. وبصدد ذلك كله ليس من المنطق احتكار نجاح العلاقة التي تتمّ بعد قصة حب طويلة أو قرارٍ أُخذ بملء إرادة الطرفين دون تدخل العائلة.

 وحين نُمعن النظر من حولنا نجد أن ما من عائلة واحدة إلاّ ووجد فيها نوعان من الزواج: زواج عن حب، أو زواج تقليدي، وإزاء ذلك يصعب علينا التسليم بفشل أيّ منهما أو نجاحه، ولا مجال للتكّهن هنا.
فمن يسلم بقدسية الحب حتماً سينكر حقيقة نجاح الزواج التقليدي وأنه أطول عمراً وأنجح من الزواج عن حب، وذلك لا يعني عدم قابليته للفشل، فاحتمال الخطأ وارد في كليهما، وبذا لا سبيل للتعميم،
لأن كل علاقة زوجية هي قاعدة بنفسها ولنفسها، ولا تصلح أن تكون قاعدة لغيرها. لكن صدمات الزواج عن حب تكون أليمة أكثر للإنسان المحب، ولربما هو اللوم الواقع على اختيار لم نُصب به هدفاً.

 وأخيراً، أثبتت الدراسات أن 85%من حالات الطلاق الحاصلة اليوم في المجتمع هي من حالات قصص حب توّجت بالزواج، وبذلك ربما حُسم الأمر لصالح الزواج التقليدي، فنحن لا ننكر النسب الضئيلة بل فقط نؤيد العظمى منها.

 

 

العدد 1107 - 22/5/2024