عمر مضى والحق ضائع!

نحن مجموعة من العاملين المتقاعدين، عُيّنا عام 1984 في الشركة السورية للنفط – دائرة الاستكشاف – قسم الفرق الجيوفيزيائية للتنقيب عن النفط، وتم تعييني في قسم قياسات التجوية.

* وقد قمنا بعملنا بجد ونشاط وتغيبنا عن منازلنا وعائلاتنا من أجل العمل، فكنا نتغيّب عن المنزل 21 يوماً، ونعود 7 أيام فقط، ومنها يومان طريق ذهاب وعودة.

* لا يوجد إجازات سنوية أو عطل أعياد.

* تحمّلنا ظمأ الصحراء القاسي، من حرها وبردها ليل – نهار.

* إضافة إلى مخاطر العمل التي عشناها، إذ كنا نعمل في قسم قياس التجوية، وذلك يتطلب منا التعامل مع المواد المتفجرة الذي لايسمح للغلط نهائياً. فالغلط المرتكب فيه يؤدي إلى الموت، لذلك يجب دائماً أن نكون على حذر وحيطة وصحو دائم، فلا مجال للعبث نهائياً، مايؤدي إلى التوتر وفقد الأعصاب أحياناً. طالبنا بتعويض خطورة عن ذلك، فمنح التعويض لناقل المواد فقط، وهو ينقل المواد كل شهرين مرة، بينما نحن نتعامل مع المواد يومياً.

تحملنا كل هذه الصعاب من أجل تحسين الوضع المادي، وعندما نتقاعد نحصل على تعويض جيد نستطيع به بدء حياة جديدة وتأسيس عمل خاص! للأسف تلاشت كل هذه الأحلام عند نقطة النهاية، فكل هذا التعب ذهب دون جدوى ودون الحصول على شكر حتى (مادي أو معنوي). كنا تابعين مالياً فقط للشركة السورية للنفط فرع حلب، أما إدارياً فكنا تابعين لدائرة الفرق الجيوفيزيائية -حلب، وعندما أُحلنا على التقاعد عام 2010 فوجئنا بعدم حصولنا على مبلغ التعويض، مع العلم بأننا منذ السنة الأولى من تعييننا ونحن ندفع شهرياً للصناديق ولم نتخلف يوماً، وقد بدأنا بالدفع مئة ليرة إلى أن وصل المبلغ إلى ألف وخمسين ليرة سورية شهرياً لصندوق الخدمة في آخر سني الخدمة.

قبل التسريح بثلاث سنوات فقط انتقلت دائرة الفرق من حلب إلى حمص، ونُقلت أيضاً نقابة العمال والتأمينات. وعند التقاعد طالبنا بالتعويضات ولم نحصل من النقابة سوى على صندوق التكافل الوزاري الذي اشتركنا به بما يوازي 2 بالألف من الراتب، وهو مبلغ مخجل للتصريح به.. وهذا المبلغ من صندوق حلب فقط.. وعند مطالبتنا بما قمنا بدفعه خلال سنوات العمل، لم يعترف أحد بشيء، وقالوا لنا إن هذا هو المبلغ المستحق لكم.

قمنا بمتابعة الأمر حتى توصلنا إلى أننا كنا بحلب تابعين لفرع حلب، ولكننا نقابياً مشتركون مع (سادكوب) صندوق المساعدة. فوجئنا أنهم ليسوا مع فرع حلب، لذلك لم يعطونا غير هذا التعويض الأقل من بسيط. وكان هذا كله بسبب عدم نزاهة النقابة والنقابيين. فلو كنا مشتركين مع الفرع التابعين له مع (رميلان وجبسة) لكان نصيب كل موظف يتقاعد ستمئة ألف ليرة سورية فقط لاغير. بينما اشتراكنا مع (سادكوب) لا يمنحنا ربع المبلغ المذكور. وكنا دائماً نسأل النقابيين عن الموضوع، ولا نجد إجابة ولا إفادة من أحد.

ثم سألنا نقابة حمص عن الموضوع؟ قالوا لنا: نحن أخبرنا نقابتكم بأن كل موظف سيسّرح بين عامي 2008 و2012 لايستحق أي مبلغ تعويض إذا نُقل من حلب إلى حمص. لأن دائرة حمص لاتستطيع صرف أي مبلغ قبل خمس سنوات من الاشتراك.. وقد أخطرنا إدارتكم بذلك، ومع هذا نُقل 28 موظفاً خلال هذه الفترة، والجميع خرجوا دون تعويض. (أي الموضوع مجرّد إخبار).. ونقابتنا حتى هذه الفترة تنفي أن لها علاقة بالموضوع. مع العلم أننا عندما نُقلنا إلى دائرة حمص زاد علينا الصندوق مبلغ ستمئة ليرة شهرياً لصندوق التكافل الاجتماعي. وفي النهاية تقدمنا بطلب إلى دائرة حمص، بأننا لانريد كامل تعويضاتنا، فقط أعيدوا لنا ماقمنا بدفعه من المبالغ من تاريخ نقلنا إلى دائرتكم إلى نهاية خدمتنا.. وكانت إجابتهم (إنكم تستحقون المبلغ، ولكن للأسف المبلغ الذي يدخل الصندوق لايرد)!

قمنا بمراجعة جميع النقابات، والكل يرمي على الآخر (النقابة والإدارة والفرع). وحتى الآن لم نتوصل إلى شيء. وأتت الظروف الصعبة غير المواتية لرفع دعوى أو شكوى للاتحاد العام. ومازلنا ننتظر ونأسف على العمر الذي أضعناه بعيدين عن عائلاتنا.. وقد مضى العمر!

لذلك لجأنا إلى جريدتكم الغرّاء، لتقديم شكوانا علّ أحداً من المسؤولين يلتفت إلى مشكلتنا وحقّنا الضائع.

 

 

مجموعة من العاملين المتقاعدين في الشركة السورية للنفط

العدد 1105 - 01/5/2024