الفساد يلقي التحية بابتسامة!…

لم يبق من الفساد شيء إلا وبرز علانية، إذ خلال السنوات الماضية ظهر الفساد في مناح لم تكن بالحسبان، في الإدارة والأداء الوظيفي والمحروقات والتربية والصحة وفي الشراب، ورفرفت أجنحته على البيض واللحوم وغيرها من الأطعمة المستجرة للسويداء يعني بات أهلنا في خطر محدق وعين الرقابة نائمة.

لعل السؤال الأهم كيف يجري إرسال سيارة بسعة 4 أطنان من اللحوم الفاسدة إلى السويداء من مسالخ الدولة، ولولا العيون الباقية المتبقية من حواجز النهب والسرقة المتفشية التي كشفت تلك السيارة، وهم من عناصر الجمارك وحماية المستهلك، لكان على الأقل أربعة آلاف مواطن في خبر كان، ولتعرضت السويداء لجائحة مرضية قل الشفاء منها.

* (النور) تتساءل: كيف لضمير القائمين على المسالخ الدمشقية إرسال 4 أطنان من اللحوم الفاسدة للسويداء؟ ألا يستحقون توجيه أصابع الاتهام إليهم ومحاسبتهم؟ وبالمقابل تقديم الشكر للجهة التي أحكمت سيطرتها عليهم من جمارك وحماية مستهلك وصادرت تلك الكميات وأنقذت آلاف الأرواح؟

من يطفئ نار المواطن الذي بات الجوع يدق مضجعه، وهم في قصورهم يمرحون؟ من يطفئ استغلال التجار للمواطن الذي لم يتعلم لغة الاستجداء لأنه يفتخر بسوريته وانتمائه لوطنه؟

لقد تآكلنا جوعاً، وحكومتنا الرشيدة في سبات، والدولار في ارتفاع، وهي لم يرف لها جفن، إلى متى يا حكومتنا؟ هل باتت مطالب الناس تضرب بعرض الحائط؟ ويلقي الفساد علينا تحيته قائلاً: ولكم طول البقاء والصبر السلوان على ما فقدتم..

العدد 1107 - 22/5/2024