الرئيس الأسد لصحيفة «البايس» الإسبانية: وقف العمليات العسكرية يتطلب وقف دعم الإرهابيين

 أكد السيد الرئيس بشار الأسد في مقابلة مع صحيفة (البايس) الإسبانية أن وقف العمليات العسكرية يتطلب منع الإرهابيين من استخدامه من أجل تحسين موقعهم ومنع البلدان الأخرى وخصوصاً تركيا من إرسال المزيد من الإرهابيين والأسلحة أو أي نوع من الدعم اللوجستي لهم.

وفيما يلي مقتطفات مما جاء في المقابلة:

نحن كحكومة.. لا نمنع المساعدة عن أي منطقة، بما في ذلك المناطق الواقعة تحت سيطرة (داعش)، مثل الرقة في شمال البلاد.. الواقعة تحت سيطرتهم.. ومن قبلهم (جبهة النصرة).. منذ نحو ثلاث سنوات. لا نزال نرسل رواتب الموظفين والمعاشات التقاعدية ولقاحات الأطفال إلى تلك المنطقة.

نحن كحكومة مسؤولون عن كل شخص سوري ولم نتوقف عن السماح بدخول المساعدات أو الأغذية منذ البداية.

أعلنا أننا مستعدون (لوقف إطلاق النار) لكن الأمر لا يتعلق فقط بالإعلان.. لأن الطرف الآخر قد يعلن الأمر نفسه.

المسألة تتعلق أولاً بوقف النار.. لكن أيضاً بالعوامل الأخرى المكملة والأكثر أهمية.. مثل منع الإرهابيين من استخدام وقف العمليات من أجل تحسين موقعهم. كما يتعلق بمنع البلدان الأخرى.. وخصوصاً تركيا.. من إرسال المزيد من الإرهابيين والأسلحة.. أو أي نوع من الدعم اللوجستي لأولئك الإرهابيين. وكما تعلم.. هناك قرار مجلس الأمن الذي لم ينفذ. إذا لم نوفر جميع هذه المتطلبات لوقف إطلاق النار.. فإن ذلك سيحدث أثراً عكسياً وسيؤدي إلى المزيد من الفوضى في سورية.. ويمكن أن يفضي ذلك إلى تقسيم البلاد بحكم الأمر الواقع.

ولهذا السبب.. إذا أردنا تطبيق وقف العمليات.. فإن ذلك ممكن أن يكون إيجابياً مع توافر العوامل التي ذكرتها.

لقد أعلنت سورية وروسيا أسماء أربعة من هذه التنظيمات..(أحرار الشام)و(جيش الإسلام)إضافة إلى (جبهة النصرة) و(داعش).

هدف المعارك في حلب إغلاق الطرق بين تركيا والمجموعات الإرهابية، ولا يتعلق باستعادة السيطرة على المدينة.

وقد نجحنا مؤخراً بقطع بعض الطرق الرئيسية. بالطبع.. ليس هناك إغلاق تام للمنطقة الواقعة بين حلب وتركيا.. لكن ذلك يجعل العلاقة بين تركيا والإرهابيين أكثر صعوبة بكثير. ولهذا السبب فإن تركيا دأبت على قصف الأكراد مؤخراً.

من حيث المبدأ.. نعم.. نحن متوجهون إلى الرقة والمناطق الأخرى.. لكن التوقيت يعتمد على نتائج المعارك المختلفة الجارية الآن. ولذلك لا نستطيع تحديد التوقيت بدقة.

لا شك أن الدعم الروسي والإيراني كان جوهرياً كي يحقق جيشنا هذا التقدم، ولسبب بسيط هو أن هناك ثمانين بلداً تدعم أولئك الإرهابيين بشتى الطرق.

خيارنا الوحيد كمواطنين سوريين هو أن نقاتل وأن ندافع عن بلدنا.

كل من يحمل السلاح ضد الشعب وضد الحكومة هو إرهابي، ما لم يعلنوا أنهم مستعدون للانضمام إلى العملية السياسية. عندها لن يكون لنا مشكلة معهم.

إذا أردت أن تتحدث عن مستقبل سورية ومناقشة ذلك مع مختلف الأحزاب.. ومناقشة كيفية حل المشكلة الداخلية.. فينبغي أن تناقش الدستور.. أعني ما إذا كنت تريد تغييره.. أو المحافظة عليه.. أو تغيير النظام السياسي برمته.. فإن ذلك يعتمد على الدستور. وبالطبع.. ينبغي أن يتم الاستفتاء على الدستور من قبل الشعب. بعد ذلك.. وطبقاً للدستور الجديد.. ينبغي إجراء انتخابات مبكرة.. أعني انتخابات برلمانية. البعض يتحدث عن انتخابات رئاسية.. إذا أراد الشعب السوري.. أو الأحزاب المختلفة.. إجراء انتخابات.. فستجرى. بالنهاية فإن ما يتعلق بتسوية الناحية السياسية من المشكلة لا علاقة له برأيي الشخصي.

أولاً،على أوربا أن ترفع الحصار المفروض على الشعب السوري.. لأنها في الواقع لا تفرض حصاراً على الحكومة السورية.. بل على الشعب السوري. ثانياً.. على تركيا أن توقف إرسال الإرهابيين إلى سورية. ثالثاً.. نحن كحكومة علينا محاربة الإرهابيين بالتأكيد.. وعلينا تحسين الأحوال المعيشية بأي وسيلة ممكنة كي نشجع الناس على البقاء في بلدهم. هذه هي الوسيلة الوحيدة التي يمكن أن تعيد الناس أو أن تقنعهم بالعودة إلى بلدهم. وأنا متأكد من أن أغلبيتهم يريدون العودة إلى سورية. لكن كما قلت.. في المحصلة ينبغي أن تتوافر المتطلبات الأساسية.. أو متطلبات الحد الأدنى للحياة.

الديمقراطية لا تأتي من خلال السلاح.. وتجربة الولايات المتحدة في العراق تثبت ذلك. والديمقراطية لا تتعلق فقط بالدستور.. أو بالرئيس.. أو بالقوانين وما إلى ذلك.. هذه كلها أدوات لتحقيق الديمقراطية. الديمقراطية الحقيقية.. كقاعدة.. ينبغي أن تقوم على المجتمع نفسه. كيف يمكن أن نقبل بعضنا بعضاً.. هذه المنطقة عبارة عن بوتقة تنصهر فيها مختلف الإثنيات والطوائف والأديان. كيف يمكن لهؤلاء أن يقبلوا بعضهم بعضاً؟ عندما يفعلون.. يصبح بوسعهم أن يتقبلوا بعضهم بعضاً سياسياً وعندها تحصل على ديمقراطية حقيقية. إذاً.. المسألة لا تتعلق بالرئيس. حاولوا شخصنة المشكلة فقط لإظهار أنها مشكلة بسيطة جداً.. ليتنحّ الرئيس، وكل شيء سيكون على ما يرام. لا أحد يستطيع القبول بذلك.

بشكل عام.. إذا أردنا التحدث عن المبادئ.. فقد قلنا منذ البداية إننا سنحارب الإرهاب وسنجري الحوار. افتتحنا الحوار مع الجميع.. باستثناء المجموعات الإرهابية. وفي الوقت نفسه سمحنا للإرهابيين.. وفتحنا الباب أمامهم.. إذا أرادوا التخلي عن أسلحتهم والعودة إلى حياتهم الطبيعية.. فإننا عرضنا عليهم العفو الكامل. إذاً.. هذا هو المبدأ للحل الشامل.

إسبانيا بشكل عام ضد أي حل مغامر في سورية. وهذا أمر نقدره. لم يدعموا أي عمل مسلح ضد سورية. وقالوا إن ذلك سيزيد الأمور تعقيداً. لم يتحدثوا عن الإطاحة بالرئيس أو التدخل في شؤوننا الوطنية. قالوا بأن كل شيء ينبغي أن يحدث من خلال الحل السياسي أو العملية السياسية.. وهذا جيد جداً. لكن في الوقت نفسه.. فإن إسبانيا جزء من الاتحاد الأوربي. وهذا يجعلها مقيدة بقرارات الاتحاد. نتوقع من إسبانيا أن تلعب دوراً.. أن تنقل نفس الرسالة ووجهة نظرها السياسية فيما يتعلق بالصراع في سورية إلى الاتحاد الأوربي.

لدينا علاقات طبيعية مع البرازيل.. كما لدينا علاقات طبيعية مع الأرجنتين وفنزويلا وكوبا.. وجميع بلدان أمريكا اللاتينية. لم تتأثر تلك العلاقات بالأزمة.. وباتوا يفهمون الوضع أكثر فأكثر ويدعمون سورية أكثر فأكثر. وهذا يتناقض مع الموقف الأوربي.

العدد 1107 - 22/5/2024