الهاتف الجوال..والأطفال!

 يعد الهاتف الجوال من أهم الأجهزة الحديثة التي نستخدمها في حياتنا اليومية لقضاء احتياجاتنا الهامة والضرورية، وقد انتشر في الآونة الأخيرة في سورية بمعدلات عالية حتى وصل مستخدمو الجوال حسب إحصائيات شركة الاتصالات إلى أكثر من 3,5 ملايين مشترك، وهذا أمر طبيعي ومن حق أي مواطن أن يحصل على الخدمة، ولكن غير الطبيعي أن تجد أطفالاً صغاراً تتراوح أعمارهم من 8 سنوات إلى 15 سنة يملكون هواتف خاصة بهم، ويمكن ملاحظة ذلك في الأماكن العامة ومدن الملاهي والمدارس بشكل خاص، وما يثير الاستغراب أنهم يمتلكون أجهزة محظورة رسمياً بها كاميرات تصوير وتسجيل فيديو قد يستخدمها الطفل في تصوير أصدقائه وعائلاتهم فضولاً منه لا لهدف في نفسه، كما أن أضرارها الصحية على الأطفال كبيرة جداً وهم يحملونها ويعتبرونها نوعاً من الترف وسط تشجيع من أولياء الأمور الذين وفروا لهم الجهاز وشريحة الاتصال التي قد يكون ضررها عليهم أكثر من نفعها صحياً واجتماعياً.

(النور) تسلط الضوء على هذه الظاهرة التي تنامت بشكل خطير في أوساط الشعب السوري، والتقت الأطراف المعنية بذلك من الصغار وأولياء أمورهم في عدد من المناطق والمحافظات أثناء الإجازة الصيفية.

تحدث لنا المواطن مهند جوني وقال إنني أندهش وأستغرب عندما أشاهد بعض الأطفال والشباب المراهقين يحملون الجوالات في أيديهم في الشوارع والمواقع العامة في الحفلات وسط تشجيع من أولياء أمورهم الذين وفروا لهم ذلك دون اكتراث بعواقبه الصحية على الأطفال، إضافة إلى ما يسببه من مشاكل اجتماعية لاسيما الجوال الذي يوجد به كاميرا تصوير، فكم من عائلة تضررت من ذلك بعد التقاط صور للعوائل في الأسواق وفي حفلات الزواج، وهذا دليل على عدم وعي الوالدين بمخاطر الجوال على الطفل ومنه تجاه المجتمع.

بينما قال المواطن أحمد محمد: يجب علينا أن نوازن بين دور الجوال الإيجابي والسلبي مع الأطفال، فلو نظرنا إلى إيجابيات الجوال لوجدنا أنها كثيرة جداً، إذ يستطيع الأب متابعة ابنه في كل مكان إضافة إلى ما يحتويه الجوال من ألعاب ومعلومات يستخدمها الطفل للتسلية، وهي ذات مردود ممتاز على تنمية قدراته العقلية مع التسليم بوجود بعض الأضرار الصحية التي قد يسببها الجوال على سمع الطفل وكذلك الاستغلال غير الأمثل للمحمول الذي يحتوي على كاميرا في أمور منافية للأدب، وهذا مربط الفرس، لذا يجب على ولي أمر الطفل مراقبة ابنه وما يتم تخزينه في ذاكرة الجوال حتى يكون استخدامه مثالياً.

دور التربية والتعليم في التوعية بخطورة الجوال في مثل هذه المرحلة

عن نظرة رجال التربية والتعليم إلى هذه الظاهرة تحدث لنا مشرف النشاط بإدارة التربية والتعليم بمحافظة اللاذقية قائلاً: في اعتقادي إن السبب في انتشار الجوال بهذه الطريقة بين الأطفال يعود في الدرجة الأولى لوليّ الأمر الذي يلبي رغبة الطفل على حساب صحته، دون معرفته بما قد يسببه الجوال من أمراض خطيرة على ابنه إضافة إلى أن بعض الأسر تعتبره أحد صور التقدم ومواكبة العصر، مع العلم أن الجوال يستخدم في الأمور الهامة وليس للاستعراض والتفاخر كما نشاهده الآن، وقد شددت وزارة التربية والتعليم على منع حمل الطلاب للجوال واستخدامه في مدارسها مع قيام قسم النشاط في الإدارة بالتوعية والتثقيف بأضرار الجوال على الطفل من خلال الأنشطة المدرسية التي تقام في المدارس والتي لا تتوقف على الضرر الصحي، بل تتجاوز ذلك لاكتساب الطفل بعض العادات والسلوك السيئ أثناء تبادل الرسائل في الجوال مع من يكبرونه في السن خاصة المراهقين.

التأثيرات الصحية التي يسببها الجوال للطفل:

(النور) التقت الدكتور عبد الله حسن اختصاصي المخ والأعصاب بمشفى تشرين الجامعي وسألته عن المخاطر التي قد يتعرض لها الطفل أثناء حمله للجوال واستخدامه فقال: لقد أثبتت الدراسات التي أجريت في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا على مجموعات مختلفة من الأطفال أن الموجات الكهرومغناطيسية التي تستخدم في ذبذبات الجوال تؤثر على خلايا المخ، لاسيما في هذه المرحلة التي تكون فيها الخلايا في مرحلة النمو مشيراً إلى تأثير الذبذبات الكهرومغناطيسية على أنسجة وخلايا الجسم بشكل عام، لأن الهاتف النقال يعتبر جهازاً صغيراً يستخدمه الإنسان بكثرة ويرسل ويستقبل الذبذبات، إضافة إلى أنه أداة يتأثر بها الجهاز السمعي الداخلي لوجود العصبين العصب السابع والعصب الثامن وهما قريبان جداً من الأذن التي يكون المحمول ملاصقاً لها تماماً مما يتسبب في إيذاء الدماغ مباشرة لأن الدماغ جهاز حساس جداً ويحوي مجموع من الأنسجة الدماغية والألياف والأعصاب الحساسة خاصة لدى الأطفال، فالمتحدث حين يقترب هذا الجهاز من الجسم سوف يستقبل ويرسل ذبذبات إلى جسمه مما يتسبب في إعطاب الجهاز العصبي ويؤدي في أبسط الأحوال إلى صداع شديد لدى الطفل وصداع لدى الشباب.

وقد ثبت أن بعض أنسجة الدماغ بدأت تتحسس وتتغير وظائفها، وقد تحدث بعض الأورام، لذلك يجب عدم ترك الأطفال والمراهقين يستخدمون الجوال لسرعة تأثرهم بالإشعاعات الكهرومغناطيسية حفاظاً على سلامتهم من خلال التعاون الكامل بين الأسرة والمدرسة بحيث يكون دور كل منهما مكملاً للآخر.

العدد 1107 - 22/5/2024