هموم معيشية.. وبلدية اللاذقية تحارب لقمة الفقراء

 صحيفة (النور) تتساءل: هل تستطيع بلدية اللاذقية تأمين فرص للفقراء الذين تحارب لقمة عيشهم بكسر بسطاتهم ومصادرة أرزاقهم لكي يعيشوا بكرامة البلد التي نصت عليها القوانين؟

متى يمارس الشعب سلطته وصوته في إيقاف هذا التعسف القهري الحاصل بحقه من قبل الحكومة وبعض المسؤولين والتجار بتهميش معيشته واعتقال حياته؟

لا صوت للشعب منذ 5 سنوات في انتخاب مجالس الإدارة المحلية وتغيير طواقمها التي باتت تشكل كارثة حقيقية في استغلالها للمواطن ومحاربتها للقمة عيشة متناسية مهامها ليصبح الفساد عنوان يوميات أغواتها وزعرانهم بالبنط العريض، وقد فاحت رائحته النتنه كوباء قاتل للحياة، كحال رجال بلدية اللاذقية الذين نراهم يومياً يشبّحون على بسطات الفقراء الذين وضعوا بعض الخضروات وغيرها لكي يؤمنوا لقمة عيش لأطفالهم، وهم لا يكتفون بمصادرة العربات البسيطة من الخشب، بل يصادرون بضاعة هؤلاء الفقراء الذي جعلتهم الحرب وسوء القرارات الحكومية باعة على تلك الأرصفة ليل نهار تحت الشمس والمطر غير آبهين بالجليد الذي جمد أطرافهم، فهمّهم الوحيد هو الحصول على لقمة عيشهم بكرامة.

أغوات البلديات الجدد الذين يحملون جينات درك الاحتلال العثماني والذين يخيفهم صوت امرأة تصرخ دفاعاً عن لقمة عيش أطفالها تلك الصرخة المقدسة للحياة، والتي نحتاجها جميعاً اليوم ضمن القانون المهدور في تلك الأروقة التي لم يبقَ فيها رائحة للمؤسساتية ولحقوق المواطنين الذي غيبهم الخوف في زمن سطوة المال والسلاح، فهذه حرب ولكن المفهوم الخاطئ الذي أشبعت به عقول الناس كما قالها لنا أبو سعيد وبعينيه دمعة وهو يتأمل ما تبقى من بسطته: (نحن في حرب وكل شيء في الحروب مباح… نسكت ونتحمل على ما يحدث لنا كل يوم من أجل الوطن.. لا نريد شيئاً سوى أن يعود الأمان ونعود إلى لبيوتنا)، يجب تغيير هذا المفهوم فالقانون ضمانة لنا للعيش في وطن حتى في الحرب يجب معاقبة هؤلاء الذين يُرهبون المجتمع خالقين بذلك أزمات أكثر كارثية بالتراكمات، أدت لانتشار الأوبئة الانحلالية للمجتمع كالدعارة والجرائم والسرقات وعصابات التشليح وغيرها تحت مسمى (أريد أن أعيش … أريد أن أكون خواجة وزعيم) فمن الأجدر أن تهتم البلديات بتنظيف أروقتها من الفاسدين والمتلاعبين، وأن تهتم أكثر بتوفير الخدمات وتنظيف أكوام القمامة قبل تجريد الشوارع من الغطاء النباتي بقطع أغصان الأوكاليبتوس والنخيل بطريقة غير علمية ، فإثبات الوجود للإدارة الحقيقية هو بالعمل الجاد على توفير المناخ المناسب لحل الأزمات المعيشية للمواطن قبل محاربة أصحاب البسطات ولقمة عيش الفقراء بطرق بشعة ودنيئة لا تختلف عن طغيان داعش وقذارتها.

في النهاية لا بد من تساؤلات

 ماذا يحمل معه القادم من الأيام؟ وهل تستطيع حكومتنا الموقرة إيجاد حلول للأزمات المعيشية التي لا تكاد تحل حتى تعود مرة أخرى وبشراسة أكثر؟… متى يعود التيار الكهربائي ليضيء جزءاً صغيراً من ليلنا الحالك السواد؟

أسئلة تحتاج للإجابة والتفسير في زمن حرب إرهابية تمارس على الشعب من أصحاب العروش الذين نصبوا أنفسهم زعماء للرأسمالية والإقطاعية الجديدة التي خلفتها الحرب. 

العدد 1105 - 01/5/2024