.. الجنوب السوري سيظل سوريّاً

نسمع ونرى في وسائل الإعلام منذ بعض الوقت عن حشد من الجيوش الأمريكية، البريطانية، الأردنية وغيرها، على الحدود الجنوبية لسورية مع الأردن، حتى بات العالم يتوقع ضربة أمريكية لسورية من حدودها الجنوبية، لكن السؤال ما هي التداعيات والنتائج لمغامرة من هذا النوع؟

إن الأردن دولة وشعباً سيكون على الأخص أول المتضررين، ومشكلة الأردن أنه مدين، نتيجة سياساته، لأمريكا ولإسرائيل، ولا يمكنه بسهولة معارضة مشاريعهم في الشرق الأوسط.
هذا يمكن أن يشرح لماذا يفكر الأمريكيون وحلفاؤهم بضرب سورية من الجنوب، فضلاً عن إرادتهم حماية أمن الكيان الصهيوني.

دخول الجنوب السوري قد يؤدي إلى حرب إقليمية، عالمية، بين أمريكا وحلفاؤها من جهة، وروسيا وحلفاؤها من جهة أخرى، وربما كان من أهداف زيارة لافروف إلى أمريكا الحد من مجازفات ومغامرات ترامب الجنونية في الجنوب السوري، في وقت يعد فيه محور المقاومة أقوى بكثير مما كان عليه في السابق،
وقبل دخول ترامب إلى الجنوب السوري عليه التفكير مليّاً بالتداعيات الوخيمة التي ستلحق بحليفه (الإسرائيلي)، الذي في الوقت الحاضر لا يستطيع حمايته، وحتى الكيان الصهيوني لا يستطيع ضمان حماية نفسه في حال اندلعت حرب إقليمية،
فهل يهدد ترامب ويتوعد فقط في سبيل أن يبتز أكثر فأكثر حلفاءه العرب، لكي يجبر روسيا على التقرب منه، من أجل فرض نفسه في المعادلة الجديدة بالمنطقة؟ وهل سينقضي الأمر بلقاء الرئيسين الأمريكي ترامب و الروسي بوتين؟
هل كل المناورات في الجنوب السوري لا تهدف إلى هذا الشيء؟ ماذا يعني التقرّب الأمريكي و (الإسرائيلي) أكثر من روسيا؟ ماذا يعني إلا محاولة لفرض أنفسهم في المعادلة المستقبلية؟

إنه من غير المنطقي ضرب سورية في هذه المرحلة، لأنه ضرب جنون وتهور غير مسبوق في هذه الحرب الجارية منذ سبع سنين، يجب أن لا ننسى أن سورية هي الآن أقوى مما كانت عليه،
وهي تحقق الانتصارات  واحداً تلو الآخر، كما أنها في صدد دحر الإرهاب كلياً من أرضها، فضلاً عن حركات المقاومة التي ستدخل المعركة في حال نشبت، ومنها حزب الله اللبناني وترسانته الصاروخية.

فكل هذه الحشود العسكرية في الجنوب السوري إما للمناورة وفرض الذات، وإما أن القوى الاستعمارية قررت دخول حرب جنونية، ستكلف الجميع ثمناً باهظاً. لكن في كلا الحالتين الجنوب السوري سيظل سوريّاً.

 

العدد 1105 - 01/5/2024