الجيش السوري يستعيد حي بني زيد في حلب و رئاسة الجمهورية: ندعو إلى الوقوف خلف الجيش العربي السوري..

المصالحة الوطنية هي الطريق الأهم لوضع حد لما يعصف ببلادنا………..روسيا: (النصرة) إرهابية.. وعلى الأمريكيين الكفّ عن المناورة

 أصدرت رئاسة الجمهورية العربية السورية بياناً جاء فيه أن الســيد الرئيس بشار الأسد يدعو جميع أبناء الشعب السوري إلى الوقوف صفاً واحداً مع الجيش العربي السوري المصمم على استئصال الإرهاب وخصة بعد أن تبين للجميع أن هذا الإرهاب يستهدف سورية وطنا وشعبا وحضارة وهوية دون تمييز بين أبناء الوطن الواحد.

وأضاف بيان رئاسة الجمهورية: إن المصالحة الوطنية هي الطريق الأهم لوضع حد لما يعصف ببلدنا من عنف وقتل ودمار، واليوم وبعد أن غدا واضحاً للجميع أخطار هذا الاستهداف لوطننا، فإن السيد الرئيس يدعو الجميع إلى العودة إلى حضن الوطن وإلقاء السلاح، وسيجدون أن سورية كما كانت دائماً هي الأم الحاضنة للجميع والحانية عليهم والحريصة على أمنهم وأمانهم ومستقبل أجيالهم، وبذلك يمكن لنا جميعاً أن نعود إلى الأمن والأمان الذي طالما كنا نفاخر به العالم.

وتابع البيان: إن هذه الفرصة سانحة لكل من حملوا السلاح أن يعبروا عن انتمائهم للوطن، وأن يستمعوا فقط للصوت الوطني الذي يناديهم أن يهجروا أسلوب العنف وأن يلقوا السلاح وأن ينخرطوا في عملية إعادة إعمار سورية لهم ولأبنائهم، وسيجدون أن التسامح هو سيد الموقف وأن الأعين كلها تتجه إلى المستقبل وصياغته وبالشكل الذي يليق بتاريخنا وحضارتنا وهويتنا التي نفتخر ونعتز بها، والذي يليق بالسوريين كل السوريين بمختلف انتماءاتهم وعلى كل شبر من أرض سورية الطاهرة.

جاء ذلك في وقت استعادة حي بني زيد في حلب، فاستبسال الجيش السوري، وفعالية المساعدة الروسية، شكلت كلمة السر لحزمة من ردود الأفعال التي ارتقت بعد ذلك إلى توجّهات، وربما ستتحول إلى سياسات في إطار المساعي الدولية لحل الأزمة السورية سلمياً.. وعبر الحوار السوري السوري.

إن دحر (النصرة) من حي بني زيد الذي يعدّه كثيرون (معقلَ) النصرة الرئيسي، إضافة إلى انعكاساته على الصعيد الميداني، وعلى مجمل مواجهة سورية للإرهاب، دفع إرهابيي النصرة والمتدخلين الخارجيين في الأزمة السورية إلى جملة من المواقف.

فقد لجأ (الجولاني) إلى الانفصال عن (القاعدة)، وتغيير اسم (النصرة) إلى (فتح الشام)، متوهماً أن يؤدي تغيير اليافطة إلى اتقاء الضربات التي يوجهها الجيش السوري والأصدقاء الروس، ويصبّ في الآن نفسه في محاولة الأمريكيين إخراج (النصرة) من قائمة الإرهاب الدولي، لاستخدامها في لعبة التوازن عند بحث الحلول للأزمة السورية.

الرد الروسي جاء سريعاً من خلال تصريح نائب وزير الخارجية الروسي ريباكوف الذي أكد إرهاب النصرة، ورفض الاقتراح الأمريكي المتضمن هدنة لمدة أسبوع في حلب، ودعا الأمريكيين إلى الكفّ عن المناورة، والإيعاز إلى (معتدليها) بالانفصال التام عن (النصرة)، إذا ما أرادوا اتقاء الضربات السورية – الروسية.

الخارجية الأمريكية والبيت الأبيض رغم قلقهما من تقدم الجيش السوري في حلب عبّرا عن شكوكهما في تأثير تغيير اسم (النصرة) وانفصالها عن القاعدة على الجوهر الإرهابي لهذا التنظيم، ومع ذلك فهما (ينتظران) الأيام القادمة للتأكد من مقاصد (الجولاني)! أي بكلمة أخرى مازالت الإدارة الأمريكية تراهن على (اعتداله)، وربما (ثوريته) مادام يقاتل الجيش السوري، ويعرقل أي جهد دولي سلمي لحل الأزمة السورية.

أما بيرت ماكفورد مبعوث الرئيس الأمريكي لدى التحالف الدولي، فقد صرح بأن (عزم الرئيس الأسد على استعادة كل شبر من الأراضي السورية بمثابة خيال علمي، ولن يحدث أبداً)، وهذا يعني ببساطة شديدة عودة الأمريكيين إلى (نغمة) تقسيم سورية، بعد أن أغفلوها من أحاديثهم وتصريحاتهم لبعض الوقت.

المواطنون السوريون هلّلوا لتقدم الجيش السوري في حلب، وتفاءلوا باقتراب استعادة بقية المناطق ودحر الإرهاب بشكل نهائي، ويتطلعون اليوم إلى أهمية إنجاح المساعي السلمية، والحوار السوري- السوري، لإنهاء أزمة بلادهم التي أدمتهم، وهجّرتهم، وأفقرتهم.. يتطلعون إلى تحقيق طموحهم ببناء دولتهم الواحدة الديمقراطية.. العلمانية.. المدنية.. التي تتسع لجميع مكوّناتهم السياسية والاجتماعية والإثنية، فهي القادرة على إعلاء كرامة المواطن السوري دائماً وأبداً.

العدد 1107 - 22/5/2024