أم فداء… وداعاً

 منذ أيام غادرتنا الرفيقة غفران الخطيب (أم فداء)…المرأة المناضلة الشجاعة المخلصة الطيبة الحنونة… غادرتنا أم فداء وكان أملها – قبل أن تموت – أن ترى الوطن مستقراً أمنناً مزدهراً وجميلاً كما كانت تحلم وتعمل من أجله.

ولدت غفران الخطيب عام 1938 في سلقين، وتلقت تعليمها الأولي في مدرسة سلقين الابتدائية، ثم انتقلت إلى حلب وحصلت على شهادة الدراسة الابتدائية (السرتفيكا) عام 1952 ثم تابعت الدراسة في مدارس حلب وحازت على الشهادة المتوسطة، وفي عام 1954 انتسبت إلى الحزب الشيوعي السوري. ومنذ ذلك التاريخ حتى آخر لحظة في حياتها بقيت غفران الخطيب المناضلة المخلصة لمبادئها. ولقضايا الوطن والشعب. كانت حياتها مليئة بالمواقف النضالية، التي لا تعد ولا تحصى.

نشطت في المقاومة الشعبية أثناء العدوان الثلاثي على مصر عام ،1956 وتطوعت في الدفاع المدني وأجرت مع زميلاتها دورات تدريبية.

برزت الطالبة غفران في ثانوية معاوية للبنات وجهاً وطنياً شيوعياً نشيطاً وجريئاً، وتمكنت من تشجيع العديد من الطالبات للمشاركة في المقاومة الشعبية والدفاع المدني والمشاركة في الندوات وفي اللقاءات الثقافية. ترأست عام 1961 وفداً نسائياً لمطالبة وزير الداخلية بإلغاء قرار منع عودة خالد بكداش إلى سورية. كما قادت وفوداً نسائية من أمهات المعتقلين وزوجاتهم للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين.

ورغم طردها مكن المدرسة بسبب نشاطها الثوري تمكنت عام 1960 من نيل شهادة الدراسة الثانوية وانتسبت إلى كلية الحقوق. ولكنها انقطعت عن الدراسة بسبب الظروف الصعبة التي كانت تعيشها، وخاصة بعد زواجها من الرفيق نادر حلاق، فقد اضطرت للانتقال معه من بيت سري إلى آخر وفق ما اقتضته ظروف العمل الحزبي – كانت أهم المحطات في حياتها هي انتقالها مع زوجها إلى دمشق والسكن في بيت سري مدة أربع سنوات للتغطية على مطبعة سرية للحزب، والعمل في الوقت نفسه في طبع جريدة نضال الشعب.

أنجبت غفران أربعة أولاد، تمكنت بالتعاون مع زوجها الرفيق نادر من تعليمهم وتأهيلهم تأهيلاً جيداً رغم صعوبة الظروف، وضيق ذات اليد. ومن أولادها الرفيقة الدكتورة لقاء حلاق، عضوة اللجنة المركزية للحزب.

وبعد عودة الأسرة إلى حلب تابعت أم فداء نضالها في الحزب وشاركت في أنشطة منظمة حلب، كما حضرت عدة مؤتمرات للحزب. كانت أم فداء تتدفق حباً وحناناً مع جميع الرفاق حتى الذين اختلفت معهم.

لقد أعطت أم فداء الكثير وقدمت الكثير حتى آخر أيام حياتها. فكانت مثالاً يقتدى للمرأة والأم والزوجة والرفيقة الشيوعية.

قيادة الحزب الشيوعي السوري الموحد، وأسرة جريدة (النور)، تتقدمان من أسرة الفقيدة بأحر العزاء.

 

 

العدد 1105 - 01/5/2024