ترامب: خياراتنا العسكرية ضد كوريا حاضرة وجاهزة للانطلاق

حذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من أن حلول واشنطن العسكرية تجاه كوريا الشمالية باتت جاهزة، ولوح بأن هذه (الحلول) جرى (تلقيمها) وتجهيزها للإطلاق. وكتب في تغريدة على حسابه في موقع (تويتر): (باتت حلولنا العسكرية منصوبة في مواقعها بالكامل وملقّمة تحسباً لتصرف غير حكيم من قبل كوريا الشمالية. ونأمل في أن يجد كيم جونغ أون طريقاً آخر).

وأعاد ترامب تغريدة إعلان قيادة الجيش الأمريكي لمنطقة المحيط الهادئ، إن قاذفات (بي-1بي) الاستراتيجية الأمريكية المنشورة في (غوام) باتت في حالة الجاهزية لتنفيذ المهمة ولو(هذه الليلة). وسبق لترامب أن هدد بيونغ يانع بالرد الأمريكي (بنار وغضب لم يشهدهما العالم) إثر تلميحات كورية شمالية لتوجيه ضربة صاروخية إلى القواعد الأمريكية في جزيرة غوام.

وتحدث وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، عن ضرورة وجود خيار عسكري للصراع مع كوريا الشمالية، إلا أنه اعترف بأن بلاده تفضل حلاً دبلوماسياً، لأن أيّ حرب مع بيونغ يانغ ستكون (كارثية). من جهة ثانية، حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من أن هناك خطراً كبيراً لنشوب صدام عسكري بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية.

وتابع قائلا، خلال مشاركته في منتدى شبابي بمقاطعة فلاديمير الروسية: (أعتقد أن المخاطر كبيرة جداً، ولاسيما إذا أخذنا هذا الخطاب بعين الاعتبار: نسمع تهديدات مباشرة باستخدام القوة). وتابع الوزير الروسي إن موسكو قلقة من تصريحات واشنطن وبيونغ يانغ حول (ضربات استباقية)، وتبذل كل ما بوسعها لكيلا تصل الأمور إلى هذا الحد.

وأوضح قائلاً: (الأحاديث حول ضرورة توجيه ضربة استباقية إلى كوريا الشمالية، وأحاديث بيونغ يانع حول ضرب القاعدة العسكرية الأمريكية في جزيرة غوام لا تتوقف، وهذا الوضع يقلقنا كثيراً).

وقال لافروف إنه لا يريد الحديث عما يمكن أن يحصل في حال توجيه ضربة استباقية من قبل أي من الطرفين، وتابع: (لكنا سنبذل كل ما بوسعنا لكيلا ينشأ هذا الوضع). وشدد قائلاً: (لا نقبل كوريا الشمالية النووية، كدولة تملك أسلحة نووية).

وفي الوقت نفسه، قال الوزير إن موسكو لا تزال تأمل في أن يتغلب العقل السليم، وذكر بأن روسيا والصين قد طرحتا عدداً من المقترحات بغية منع اندلاع صراع عميق يؤدي إلى سقوط خسائر بشرية كثيرة.

وذكر بأنه سبق لكوريا الشمالية أن وقعت على معاهدة منع الانتشار النووي ومن ثم خرجت منها، أما الآن، فتدعي بأنها تملك كل الحقوق المشروعة لامتلاك أسلحة نووية وأنها قد صنعت سلاحاً نووياً.

من جهة ثانية أعدت وزارة الدفاع الأمريكية خطة لتوجيه ضربة وقائية ضد المواقع المحتملة لإطلاق الصواريخ في كوريا الشمالية، في حال أصدر الرئيس دونالد ترامب أمراً بذلك.

ونقلت قناة ان بي سي التلفزيونية عن مصادر في القوات المسلحة قولها إن النقطة الرئيسية في الخطة تشمل هجوماً باستخدام قاذفات استراتيجية من طراز (بي 1 بي لانسر)، تنطلق من قاعدة (أندرسن) في جزيرة غوام لضرب أكثر من عشرين موقعاً لإطلاق الصواريخ والمرافق اللوجستية التابعة لها.

وتدهورت العلاقات بين الولايات المتحدة وكوريا الديمقراطية بشكل خطير في الأيام الأخيرة. وذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية، أن بيونغ بانغ تدرس احتمال شنّ هجوم صاروخي على قاعدة عسكرية أمريكية في جزيرة غوام، وذلك رداً على إنذار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كوريا الديمقراطية بـ(نار وغضب) في حال قيامها بتهديد فعلي للولايات المتحدة.

وانطلقت من هذه القاعدة الجوية، في تموز (يوليو) الماضي، قاذفات استراتيجية أمريكية، جنباً إلى جنب مع طائرات من كوريا الجنوبية واليابان، وحلّقت على مقربة من حدود كوريا الشمالية، رداً على التجارب الصاروخية الأخيرة لبيونغ بانغ. وتظهر في مشاهد الفيديو، التي وزّعتها دائرة الصحافة التابعة لقيادة سلاح الجو الأمريكي في المحيط الهادي، إحدى الطائرات وهي تلقي ذخيرة تدريبية في مكان لم يتم تحديده بالضبط، لكن قناة (فوكس نيوز) الأمريكية ذكرت أنه بالقرب من المنطقة المنزوعة السلاح التي تفصل بين كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية.

ويذكر أن طائرة بي 1 بي لانسر، قاذفة استراتيجية أسرع من الصوت، مزودة بجناح متعدد الأوضاع. ويمكن أن تحمل ما يصل إلى 56 طناً من الصواريخ والقنابل. وقد جرى تصميم هذه الطائرة لاختراق الدفاعات الجوية على علو منخفض، فهي بإمكانها التحليق فوق تضاريس وعرة، وهذا ما يميزها عن قاذفات القنابل بي ،52 التي يمكن أن تحمل أسلحة نووية وتحلق على علو شاهق.

العدد 1105 - 01/5/2024