أريــد حلاً! (على هامش الجامعات والمفاضلة العامة)

تحدثت مرة عن صورة صغيرة قديمة لأول دفعة خريجين من جامعة دمشق كانت موجودة عندي، وفي هذه الصورة نتعرف على شخصيات هامة في تاريخ سورية الحديث، وقد رسم كل واحد من هؤلاء الخريجين على مقاعد دراسته في المدارس السورية طموحات شخصية، إضافة إلى طموحات وطن كان يكبر ويبحث عن موقع يليق به وبأمته العريقة!

هذه الصورة أستحضرها كل عام، وقبل أعوام تحدثت عنها من جهة حالتي الشخصية، أما هذا العام، فأتحدث من جهة ابنتي، فقد حازت على الثانوية، واختارت فرعاً في الجامعة وفق جدول الرغبات التفاضلية. ولكن السؤال دائماً نفسه:

 ماذا لو لم يُقبل الطالب في الفرع الذي يحب!

بين الهندسة والطب والصيدلة والميكانيك فوارق كبيرة، وبين الرغبة والواقع مسافة من الصعب قطعها، والمستقبل مرهون بالنجاح في كل مايختاره أبناؤنا من مجالات الحياة!

ابنتي لا علاقة لها بكل الخيارات التي توفرت في جدول المفاضلة، ومع ذلك دونت خيارات مفترضة على الجدول وفق الممكن، وكأن جدول الخيارات المرتبط حتماً بالعلامات هو قدر من فوق، فعليك أن تدرس الهندسة، وأنت تريد اختيار الطب، وعليك أن تسجل الصحافة في خياراتك، وأنت كنت تحفظ موضوع الإنشاء عن ظهر قلب، لأنك لاتعرف الكتابة ولاتدخل في مواهبك لا في قبان ولافي ميزان!

إذا ما الحل؟!

وإلى أي حد يمكن أن يكون واقعياً فيما لو وجد؟!

عدت إلى أوراق جدي. كتب جدي في أوراقه أنه: منذ الصغر علّموا أولادكم شيئاً يحبونه. فإذا كانوا تعلقوا بصنعة ما، فإنهم سينجحون بها، وإذا لم ترق لهم الصنعة، وأحبوا الوظيفة فهم أحرار.. اتركوهم يختارون التعليم أو الضرائب أو الطب أو المحاماة أو القضاء!

لماذا لم ننتبه إلى الطفولة؟!

لماذا لاتوضع جداول الخيارات التفاضلية منذ الطفولة. ثم تعاد جدولتها في شهادة التعليم الأساسي، ثم تثبت في الشهادة الثانوية؟!

ذلك هو حل، وقد يحقق نسبة نجاح تتجاوز السبعين في المئة، فهل كنت أنا دخلت كلية العلوم لأدرس في قسم الجيولوجيا، وكانت قصص جبران أجمل مايجذبني في هذه الحياة؟!

العدد 1104 - 24/4/2024