اللقاء الثلاثي في موسكو..

المعلم في مؤتمر صحفي مع نظيريه الروسي والإيراني: الحملة الدعائية لن تثنينا عن محاربة الإرهاب وخاصة في حلب..

لافروف: اللاعبون الخارجيون يستخدمون المأساة الإنسانية للشعب السوري..

ظريف: عملية تحرير الموصل يجب أن تضمن أن لا ينتقل الإرهابيون إلى سورية

عقد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم، ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لقاء ثلاثياً في العاصمة الروسية موسكو يوم 28/12/2016.

وقال المعلم في مؤتمر صحفي مشترك عقب اللقاء:.. إن المحادثات الثلاثية أكدت مجدداً أهمية التنسيق بين بلداننا، لافتاً إلى أن الأجواء التي سادتها كانت بنّاءة ومريحة للغاية، ونحن في سورية مقتنعون بصدق التوجه الروسي والإيراني في مساعدتنا على دحر الإرهاب.

وأضاف المعلم (.. نقلت خلال اجتماعنا مع الوزير لافروف شكر الشعب السوري والقيادة السورية لفخامة الرئيس فلاديمير بوتين وللشعب الروسي الصديق على مساهمتهم الفعالة في محاربة الإرهاب، وكذلك شكر الرئيس بشار الأسد والشعب السوري للقيادة الإيرانية وفخامة الرئيس حسن روحاني على مساهمتهم إلى جانب قواتنا في مكافحة الإرهاب).

وتابع المعلم.. إن (الذين تآمروا على سورية منذ أكثر من خمس سنوات بقيادة الولايات المتحدة هم ذاتهم الذين يشنّون الحملة الدعائية ضد روسيا وضدنا.. يجب أن نعرف حقيقة أنه مهما فعلنا فلن يرتاحوا ولن يهدؤوا في حملاتهم، لكن كما قال بالأمس فخامة الرئيس بوتين.. لصبرنا حدود ولن تثنينا حملاتهم عن مواصلة الجهود ومضاعفتها من أجل مكافحة الإرهاب وتحرير حلب من الإرهابيين آخذين بالاعتبار أهمية مراعاة الجانب الإنساني).

وأشار المعلم إلى أنه كان واضحاً للجميع خلال التهدئة في حلب مَن خرقها ومنع المدنيين والجرحى من الخروج من أحياء المدينة الشرقية وقال.. (نحن جاهزون لإعادة التجربة بعد الحصول- وأؤكد ذلك- على ضمانات من الدول الداعمة لهذه التنظيمات الإرهابية بأنهم مستعدون للاستفادة من الهدنة).

ولفت المعلم إلى أن الوزير لافروف أشار إلى معركة تحرير الموصل، وهي موازية لمعركة تحرير حلب. مضيفاً (نحن عانينا من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الذي لم يقم بمكافحة إرهاب (داعش) بل كان يستهدف البنية التحتية للاقتصاد السوري، ومؤخراً دمر عدداً من الجسور المهمة على نهر الفرات.. هم لا يريدون القضاء على تنظيم (داعش) الإرهابي بل يريدون سحبه من الموصل إلى الرقة). وتابع المعلم.. (أنا سعيد لسماعي من الوزير لافروف تأكيده أننا سنعمل معاً على منعهم من ذلك).

إلى ذلك أشار المعلم إلى أنه جرى خلال الاجتماع بحث العلاقات الثنائية مع روسيا الاتحادية ومع إيران معرباً عن سعادته لأنه لمس استعداداً من الطرفين لزيادة الدعم الاقتصادي ليصل إلى مستوى الدعم السياسي والعسكري الذي يقدمه البلدان الصديقان لسورية.

من جانبه قال لافروف: (أكدنا مع وزير خارجية إيران أهمية سيادة سورية ووحدة أراضيها، والعمل على تنفيذ المهام الخاصة بالقضاء على الإرهابيين وإعادة السلام والاقتصاد والبنية التحتية المدنية، وأنتم سمعتم أمس اقتراح الرئيس بوتين بشأن البدء الآن في خطة لإعادة بناء سورية).

وأوضح أن المسؤولية في الوضع السيئ الذي يعانيه الشعب السوري لا تقع فقط على الإرهابيين، بل على تلك الدول التي تتخذ العقوبات غير القانونية ضد الشعب السوري وقال: (عبّرنا عن قناعتنا بأن على كل الدول وبالاعتماد على القوانين الدولية وقف التدخل في الشؤون الداخلية للدول، ووقف محاولة التأثير والإملاء على سورية من الخارج، ويجب حل كل المسائل على أساس المحادثات والاحترام المتبادل والتكافؤ. وإننا نشاطر الجميع ضرورة التسوية السلمية والسياسية للأزمة في سورية، وبدء الحوار على أساس قرارات مجموعة دعم سورية ومجلس الأمن وبالدرجة الأولى القرار 2254).

ورحب لافروف بما أبداه الوزير المعلم من استعداد وفد الجمهورية العربية السورية في الغد لأن يصل إلى جنيف لبدء المحادثات مع ممثلي الأمم المتحدة والمعارضة، كما تتطلب قرارات مجلس الأمن.

وأشار لافروف إلى أنه جرى نسف التهدئة في حلب من قبل المجموعات المسلحة ولم تستطع الدول الأخرى منع تلك المجموعات من وقف عملياتها المسلحة واستخدام المدنيين دروعاً بشرية لافتاً إلى أن سورية وروسيا كانتا أوقفتا العمليات العسكرية ضد الإرهابيين هناك، ومنذ عشرة أيام لا يقوم الطيران الروسي والسوري بالاقتراب من مدينة حلب لمسافة 10 كيلومترات.

وأعرب لافروف عن أمله بأن يستخدم الأمريكيون هذه الفرصة ووقف الطلعات الجوية لإقناع ما تسمى (المعارضة المعتدلة) لتفصل نفسها عن تنظيم (جبهة النصرة) الإرهابي الذي ينتشر في الأحياء الشرقية لحلب ويتزعم كل المجموعات الإرهابية في تلك المنطقة، مبيناً أنه لم يتحقق حتى الآن هذا الفصل، ذلك أن الإرهابيين أغلقوا جميع المداخل والمخارج في المنطقة أمام السكان المدنيين، التي كانت فتحت عبرها مسارات إنسانية لتمكينهم من الخروج، فوقعت تحت مرمى قنص الإرهابيين.

وانتقد لافروف العمل (غير المهني) للعمال الإنسانيين التابعين للأمم المتحدة شرق حلب واكتفاءهم بالحملات الدعائية، موضحاً أن سورية وإيران ترحبان بجاهزية القيادة الروسية للاستمرار بالتعاون مع الأمم المتحدة لتسوية المواضيع الإنسانية انطلاقاً من أن ممثلي الأمم المتحدة يجب أن يعملوا دون انحياز وألا يذهبوا خلف الاستفزازات الإعلامية كما هو مطلوب من ممثلي المنظمة الدولية.

وقال لافروف (أكدنا جاهزية بذل الجهود المشتركة لمواجهة الإرهابيين في سورية وحضّرنا الخطوات المطلوب اتخاذها في المستقبل القريب في عملية مكافحة تنظيمي (داعش) و(جبهة النصرة) الإرهابيين وتقديم المساعدات الإنسانية للسكان، وللأسف لا يمكنني إلا أن أكرر أن اللاعبين الخارجيين يستخدمون المأساة الإنسانية للشعب السوري خدمة لدعايتهم الخاصة للوصول إلى أهدافهم).

وعن عملية تحرير الموصل من إرهابيي (داعش) أكد لافروف ضرورة منع هروب الإرهابيين بأسلحتهم إلى سورية (ما يعقّد الوضع فيها)، موضحاً: (سنناقش هذا الأمر مع الأمريكيين وباقي أعضاء التحالف الذي تقوده أمريكا لمنع توجّه الإرهابيين باتجاه سورية).

وتطرق لافروف إلى الاتهامات الغربية المتكررة ضد سورية وروسيا باستهداف مدرسة في ريف إدلب لافتاً إلى أن وزارة الدفاع الروسية نشرت المعلومات والحقائق التي تنفي هذه المزاعم وتظهر أنها مفبركة وغير حقيقية.

وأشار لافروف إلى أن الارهابيين في الأحياء الشرقية لحلب استهدفوا إحدى مدارس الأحياء الغربية إلى جانب عمليات القنص موضحاً أن الصحفيين زاروا هذا المكان ووثقوا إثباتات الجرائم غير الإنسانية التي وقعت انطلاقاً من الأحياء الشرقية حيث يوجد الإرهابيون.

وأضاف لافروف (يجب التحقيق في جميع الجرائم وبالحدث الذي وقع في 19 أيلول عند الهجوم الذي اتهمت به روسيا وسورية على القافلة الإنسانية التي اتجهت إلى الأحياء الشرقية في حلب )، مبيناً أنه على التحقيق الذي أعلن عنه في الفترة الأخيرة أن يأخذ بعين الاعتبار حقيقة مهمة حول ماهية عمل المجموعة الإنسانية التابعة للأمم المتحدة، ففي لحظة تحرك القافلة التي جرى التحضير لها تبيّن عدم مرافقة ممثلي الأمم المتحدة لها رغم أنهم في كافة الحالات السابقة كانوا يرافقون القوافل الإنسانية متسائلاً: (هل هذا الموضوع كان مصادفة).

وتابع لافروف إن (الأمم المتحدة تقول إنهم لم يستطيعوا مرافقتها من ناحية بيروقراطية، ولكن يجب أخذ هذه الحقيقة بعين الاعتبار عند التحقيق حول ما جرى بالفعل في تلك الحادثة).

وأوضح لافروف أنه جرى خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية وتطوير التعاون في المجالات الاقتصادية والإنسانية والأمن والثقافة. وقال (إننا مستمرون بالتواصل وناقشنا كيف جرى الحوار بين الرئيس بشار الاسد والرئيس فلاديمير بوتين خلال زيارة الرئيس الأسد إلى موسكو أو خلال الاتصالات الهاتفية، كما جرت مناقشة القرارات التي جرى التوصل إليها خلال اللقاء بين الرئيسين بوتين وروحاني خلال لقائي مع وزير الخارجية الإيراني).

وبين لافروف أن هناك لقاءات وفعاليات ثنائية مهمة بين الجانب الروسي والجانبين السوري والإيراني، وسيجري اللقاء بين اللجنة الحكومية المشتركة للتجارة بين سورية وروسيا في تشرين الثاني القادم، واجتماع اللجنة الحكومية المشتركة بين روسيا وإيران في كانون الأول المقبل، إضافة إلى لجنة التعاون التقني والثقافي، موضحاً أن لقاء اليوم سمح بمناقشة العلاقات الثنائية بين روسيا وإيران وروسيا وسورية والمواضيع الحيوية المتعلقة بتسوية الأزمة في سورية.

وأكد ظريف ضرورة الحفاظ على وحدة سورية وسيادتها واستقلالها، وقال: (نحن الآن اتخذنا قراراً نهائياً بأن الشعب السوري هو من يقرر مستقبل بلده.. ونبذل الجهود لتسوية الأزمة في سورية عبر الحوار بين السوريين ومكافحة الإرهاب).

وأشار ظريف إلى أن إيران دعت دائماً إلى وقف كامل للأعمال القتالية من قبل جميع الأطراف، إذ لا يوجد حل عسكري للأزمة في سورية، مضيفاً: (ندعم مكافحة الإرهاب وأي أفعال إنسانية لمساعدة الشعب السوري) ومشدداً على ضرورة الحياد عند توزيع المساعدات الإنسانية لجميع المناطق السورية التي تحتاجها، وليس لبعض المناطق التي تنظر إليها المؤسسات ووسائل الإعلام العالمية.

وأوضح ظريف أن الإرهابيين يستغلون المدنيين دروعاً بشرية لتحقيق أهدافهم السياسية في سورية والموصل وفي أماكن أخرى معتبراً أن (مكافحة الإرهاب عالمياً تحتاج إلى إرادة سياسية، وإذا ظهرت هذه الإرادة فستكون حركة حاسمة في مكافحة هذه الظاهرة الخطرة، لأن الخطر الإرهابي لا يقتصر على سورية ومنطقتنا بل يشمل العالم بأكمله، ونحتاج إلى تضافر الجهود عالمياً، ومن يزعمون أنهم يكافحون الإرهاب يجب أن يُبدوا إرادتهم الحقيقية لمكافحته).

وقال ظريف: إن عملية تحرير الموصل من إرهابيي (داعش) يجب ألا تترافق بتحويلهم إلى مناطق سورية، فهذا يعارض مبدأ مكافحة الإرهاب، مبيناً أنه يجب تضافر الجهود لمنع حدوث هذا الخطر على الصعيدين الإقليمي والعالمي.

وأكد ظريف أن إيران وروسيا وسورية تبذل جهودها لتقوية مكافحة الإرهاب مع الالتزام بالمبادئ الإنسانية والتأكيد أننا نبحث عن مخرج سياسي لتسوية الأزمة في سورية باستخدام جميع الوسائل السياسية من أجل الحوار بين السوريين ليكون مستقبل سورية أفضل ولصالح الشعب السوري.

ورداً على سؤال حول اعتراف وزير الخارجية الامريكي جون كيري أنه لا يمكن حل الأزمة في سورية دون روسيا وإيران، وفي الوقت نفسه الولايات المتحدة لا تريد الفصل بين من تسميهم المعارضة و(جبهة النصرة)، قال المعلم: (أولاً يجب طرح السؤال هل لدى الولايات المتحدة إرادة سياسية حقيقية لإيجاد حل سياسي للوضع في سورية؟ أنا أعتقد لا يوجد لديها إرادة.. ثانياً.. كيف تعترف بدور روسيا وإيران في إيجاد هذا الحل وهي لا تستطيع أن تتعاون مع روسيا وإيران في هذا السبيل).

وأضاف المعلم.. (كان هناك اتفاق روسي أمريكي جرى إفشاله بلعبة توزيع الأدوار بين البنتاغون والإدارة الامريكية عندما ضربوا في دير الزور جبل ثردة.. ولو أن الولايات المتحدة التزمت بالاتفاق الروسي الأمريكي لكان الوضع يتجه باتجاه الانفراج.. هي لا تريد حلاً، وفي الواقع هم ينفذون سياسات تخدم مصالح دول في المنطقة تبنّت سياسات تكفيرية وهابية لفرض أجندتها على المنطقة، لذلك أقول إن الثقة بالولايات المتحدة وهم وسراب، فهي لن تنفّذ تعهداتها وتشن حملات إعلامية كاذبة ضد الاتحاد الروسي وسورية وايران).

وتابع المعلم.. (أكبر برهان يطرح السؤال نفسه هل التزمت بالاتفاق الإيراني مع دول (5 زائد 1) بشأن الموضوع النووي.. كل الدول كانت ملتزمة إلا الولايات المتحدة ما زالت تنظر بفرض عقوبات على ايران.. من هنا أقول هذا السؤال مهم لكنه يحتاج إلى البرهان عن إرادة سياسية لدى الولايات المتحدة).

وعن إعلان (التحالف الامريكي) عن خطته تحرير مدينة الرقة بعد الموصل، وإذا ما كانت هناك اتصالات مع دمشق في هذا الشأن، قال المعلم: (لا يوجد اتصال بين الحكومة السورية و(التحالف الدولي) على الإطلاق، ومن خلال التجربة العملية لا أحد في سورية يصدق ما يقولونه عن تحرير الرقة خلال بضعة أسابيع)، مضيفاً: (هذا التحالف يعمل منذ أكثر من عامين ودائماً نطرح سؤالاً: ماذا حقق بالنسبة لتنظيم (داعش)؟ لذلك هذا الكلام قد يفيد الإدارة الأمريكية في حملة الانتخابات لكن نحن لا نصدق ذلك ولا توجد اتصالات بيننا وبينهم على الإطلاق).

وفيما يتعلق بتسرب إرهابيي (داعش) من الموصل إلى الأراضي السورية، أوضح المعلم: (أستطيع أن أكشف فقط أن هناك تنسيقاً حقيقياً بين العسكريين الروس والسوريين لمعالجة هذا الموضوع). وأكد لافروف رداً على أسئلة الصحفيين أن أي مساعدة للإرهابيين مرفوضة وفق قرارات مجلس الأمن وموسكو ستصر على الالتزام بهذه القرارات.

وأوضح لافروف أن الأمريكيين فشلوا مراراً في الالتزام بتعهداتهم بموجب الاتفاق مع موسكو، ولا سيما عجزهم عن الفصل بين ما يسمونه (معارضة معتدلة) والإرهابيين، وهم أرادوا فقط من خلال هذه الاتفاقات كسب الوقت.. ولو أنهم أرادوا تحقيق هذه الغاية لكان ممكناً خلال عشرة أيام من إعلان التهدئة الانسانية ووقف الطلعات الجوية بل ما حصل هو قصف مواقع الجيش السوري، واستهداف الممرات الإنسانية من قبل الإرهابيين ومنع المدنيين من الخروج، وتعرّض الأحياء الغربية لحلب للقصف المستمر وبضمن ذلك المدارس ووقوع ضحايا من الأطفال.

وقال لافروف: (نحن نقدم حقائق أما شركاؤءنا الغربيون فيقومون بفبركة هذه الحقائق ويحاولون أن يغطوا على الإرهابيين، وإذا ما قرروا أن يكافحوا الإرهاب بالكلام فنحن لدينا حسم بأن نقوم بهذا الأمر على أرض الواقع).

وحول عملية تحرير الموصل من إرهابيي (داعش) أوضح لافروف أن هذه المعركة سيكون لها تأثير فعال على الأوضاع في سورية وتوازن القوى في المنطقة، لافتاً إلى أن موسكو نبهت سابقاً من خطورة انتقال ارهابيي (داعش) إلى الأراضي السورية كما نبهت من نزوح أعداد ضخمة قد تصل إلى مليون لاجئ نحو البلدان المجاورة.

وأشار لافروف إلى أن محاربة الارهاب في الموصل شبيهة بمحاربته في حلب، ويجب الانطلاق من معايير موحدة في التعاطي مع هذا الأمر وعدم الذهاب نحو معايير أخرى لأن إرهابيي (جبهة النصرة) والمجموعات الاخرى المرتبطة به منتشرون في الأحياء الشرقية لحلب ويمنعون المدنيين من الخروج، كما يجري في الموصل حينما أعدمت (داعش) عشرة أشخاص حاولوا الفرار من المدينة.

وأعاد لافروف التذكير بأن وزير الخارجية الأمريكي قال خلال اجتماع للمجموعة الدولية لدعم سورية بداية العام.. إن (المعارضة المعتدلة) تريد الانفصال عن الإرهابيين وإذا لم يفعلوا ذلك سيصبحون أهدافاً شرعية وقانونية كـ(داعش) و(النصرة). وقال: لا أرى أن (هناك أي إشارات بأن المعارضة المعتدلة تريد أن تتنصل من (جبهة النصرة) و(داعش)، فلذلك أرى أنه حان الوقت لتطبيق ما كان قد قاله جون كيري في تلك المرحلة).

 وقال ظريف: (ما ناقشناه اليوم وتبادلنا الآراء حوله يحتاج إلى مزيد من التنسيق لمكافحة الإرهاب في المنطقة مع الالتزام بكامل المبادئ الإنسانية وتضافر الجهود لتوفير المساعدات الإنسانية للشعب السوري والسكان المحاصرين من قبل الإرهابيين منذ سنوات ويعيشون في ظروف قاسية، ولفتنا الانتباه إلى ضرورة التعاون الدولي في هذه المسألة).

وأكد ظريف أنه (يجب على جميع البلدان قبول الحقيقة بأن الإرهاب لا يخدم مصالح أحد ودعم هذا الإرهاب قد يبدو مفيداً أو نافعاً على المدى القصير، ولكن على المدى البعيد هذه الجماعات ستعضّ اليد التي دعمتها وسيكون الخطر عاماً على الجميع) مشيراً إلى ضرورة إدراك هذه الحقيقة في منطقتنا وفي العالم و(يجب أن نصل إلى هذا التفاهم الشامل وتضافر الجهود العالمية من أجل مكافحة الجماعات الإرهابية).

وأضاف ظريف (واجهنا طوال السنوات الماضية مشكلة تتلخص بأن بعض البلدان تؤمن بأنها يمكن أن تستغل الإرهابيين لأغراض سياسية، وهذا يتجلى في تغيير تسمية تنظيم (جبهة النصرة) الإرهابي إلى (جبهة فتح الشام)، ثم انفصال جماعة أخرى عنه واتخاذها اسماً ثالثاً إلى جانب أكثر من ألف جماعة إرهابية هي في الحقيقة طرف واحد ما يعني أن من يدعمونهم لا يزالون يعتقدون أنه يمكن استغلال الإرهابيين لتحقيق أهدافهم، وهذا غير مقبول).

وأكد ظريف أن النقطة الأخرى هي أنه (من المستحيل الاستفادة من الإرهابيين فقد توصلنا في العالم إلى قناعة أن الإرهاب لا يمكن أن يكون جيداً او سيئاً، فالجماعات الإرهابية تغير أسماءها يومياً لتضليل الناس والاستفادة منها لأغراض سياسية).

العدد 1105 - 01/5/2024