الجيش السوري نحو تطهير حلب..المصالحات الوطنية تثمر في التل وخان الشيح

 أحياء حلب الشرقية تتنفس من جديد، وقوات الجيش السوري تستعيد أحياءها حياً بعد حيّ، وآلاف المواطنين الذين اكتووا بطغيان الإرهاب وصلوا إلى أحياء حلب الآمنة.. أما الإرهابيون فقد سيطر الفزع على تنظيماتهم رغم تطمينات التحالف الخليجي التركي المدعوم أمريكياً بدعم كبير لهم للوقوف بوجه الجيش، وحسب توقعات الكثيرين فإن حلب ستكون خالية من الإرهاب بعد فترة وجيزة.

سبق أن رفضت الولايات المتحدة راعية الإرهاب حزمة من الاقتراحات السلمية لإنهاء الوجود الإرهابي في حلب، وحتى المبادرات التي جاءت من طرف واحد هو روسيا بالتنسيق مع الحكومة السورية، قوبلت من جانب التحالف الدولي المعادي لسورية بالتهكم مرة، وبالتحريض السياسي والإعلامي مرات، وحاولوا تصوير الأمر كما جاء في كلمات مندوبي فرنسا وبريطانيا في مجلس الأمن على أن مأساة كبرى ستواجه سكان حلب إذا ما استمر تقدم الجيش السوري، في الوقت الذي كان فيه سكان حلب الشرقية يتظاهرون ويصطدمون بالإرهابيين، مطالبين برحيلهم، ويتعرضون لرصاص بنادقهم قبل وصولهم إلى الممرات الآمنة التي وفرها الجيش لخروجهم.

إن تورط الإعلام الأمريكي الممثل بوكالات الأنباء ومراكز الأبحاث الكبرى في التأثير على الرأي العام، في السباق الرئاسي الأخير، لم يكن سابقة أولى، فهذه المراكز الإعلامية مسؤولة عن جملة من التدخلات في أنحاء مختلفة من العالم، خاصة في المناطق التي تهتم بها أمريكا لأسباب سياسية واقتصادية.

إنها تفبرك التحليلات، وتصنّع الاستفتاءات، وتزوّر المسوح، وفي النهاية تقدم نتائج توهم المتلقين بالثقة والصدق، هذه المراكز هي التي أنيط بها التحريض على العدوان الأمريكي على سورية، وهي التي دعت إلى غزوها بالوكالة عن طريق (القاعدة) وشركائها، وهي التي تتباكى اليوم على الأوضاع (الإنسانية) في شرقي حلب بعد تقدم الجيش السوري، وتطالب بالهدنة بعد أن كانت قد هاجمت قبل ضلك جميع المساعي السلمية. أما عن الأوضاع الإنسانية للشعب السوري برمته، وما سببه غزو الإرهاب من مآس، فهو أمر لا يهم هذه المراكز أبداً.

الأمريكيون يحاولون اليوم العودة إلى المقترحات الروسية بخصوص حلب، هذا ما صرح به وزير الخارجية الروسي لافروف، بعد أن أعلن أن الجانب الأمريكي قدم مقترحات جديدة، لكنه أكد أن حلب يجب أن تخلو من الإرهاب.

وفي الوقت الذي كان فيه جيشنا الباسل يطهّر أحياء المنطقة الشرقية في حلب من الإرهابيين، كانت المساعي السلمية تتواصل في العديد من المناطق في البلاد، فقد نجحت المصالحات الوطنية في مدينة التل وخان الشيخ، وتبذل مساعٍ حثيثة لمصالحات جديدة بهدف إنهاء وجود الإرهابيين والمسلحين في العديد من المناطق الأخرى.

المواطنون السوريون باتوا يدركون أكثر من أي وقت مضى، أن مستقبل بلادهم الديمقراطي.. العلماني، لا يمكن تصوره إلا بعيداً عن وجود الإرهابيين الإقصائيين على الأرض السورية، وأن وحدة بلادهم وسلامة أراضيهم مرهونتان بالتخلص من الإرهاب وفكره الإقصائي الظلامي، وبتوافق مكوناتهم السياسية والاجتماعية والإثنية على وحدة البلاد، ومستقبلها، عبر حوار وطني شامل يرسم صورة سورية الغد.

العدد 1105 - 01/5/2024