آذار والمرأة والسعادة

 تتعانق المناسبات في شهر آذار، ففيه عيد المرأة وعيد المعلم وعيد الأم وعيد الربيع (النوروز)..لقد قالوا الكثير عن المرأة فهي:الأم والأخت والزوجة والحبيبة والصديقة والرفيقة والشريكة والسعادة،وقالوا إنها الحياة.

وبالسؤال ماهي الحياة ؟.

لقد تعددت الإجابات، الحياة: إنها الحب (غاندي)، الفكرة(ماركس)، القوة(نيتشه)،الفن (بيكاسو)، المعرفة (أنيشتاين)، وهناك أحكام كثيرة ومختلفة في الحياة كل يراها منظور معين.لا شك أن المرأة يمكن أن تكون كل تلك الصفات التي ذكرت، وعيد المرأة يتقاطع مع المناسبات الأخرى فهي المعلمة والمربية الفاضلة، وهي الأم الحنونة،وهي الربيع المزهر الجميل،وهكذا كانت فينوس عبر سالف العصور ألهة للحب والخصب والجمال عند الرومان، تقابلها أفروديت عند الأغريق.

وبما أن المرأة هي مصدر السعادة، أتمنى لنسائنا السوريات وأمهاتنا الصامدات الصابرات السعادة في عيدهن لهذا العام، خاصة في ظل هذه الأوضاع الصعبة التي يعشنها، والتي تحملن فيها الكثير من الآلام والأوجاع ودفعن الثمن غالياً جداً،كثيرات فقدن الزوج والمعيل والولد، ومنهن من فقدن البيت والمأوى وتشردن في أنحاء المعمورة مع أطفالهن، سبع سنوات من الحرب التي لم تنته بعد والعذاب والقهر مرافقهن.

في تقرير السعادة العالمي الذي صدر في 20 آذار لعام 2017 والذي استند إلى مجموعة عوامل ومعايير تلعب دوراً رئيسياً في السعادة مثل: الاهتمام والدعم والمساندة من الأهل والأقارب والأصدقاء، الحرية في اتخاذ القرارات بمختلف القضايا والأمور، الصحة ومتوسط العمر، مستوى دخل الفرد، مستوى الفساد على المستويات كافة الحكومية والخاصة وغيرها من العوامل. أظهر التقرير أن أكثر الدول سعادة على الإطلاق كانت دولة النرويج، بينما كانت سورية من ضمن الدول الأقل سعادة على الإطلاق وجاءت في المركز 152.

أجل عندنا في سورية الناس ليسوا سعداء، الغالبية العظمى منهم مهمومون ومغمومون-إلا قلة قليلة من الأثرياء وتجار الحروب الأغنياء الجدد- وقلما تجد أحداً مبسوطاً، فـ (الكل مبوزم)، وكأنهم نسوا كيف يضحكون أو يفرحون، ويمكن القول إن مسببات الضحك والفرح انعدمت من حياة الناس، فتراهم عابسين جادّين طيلة وقتهم، لقد راكمت الحرب فوق همومهم هموماً ثقيلة وزادت من معاناتهم أكثر مما كانوا يعانون قبل الحرب، لكن لابد لهذه الحرب أن تنتهي، ولابد للسوريين والسوريات أن يفرحوا من جديد، وأن يعيشوا سعداء بفرح ومحبة.

كلنا أمل أن تغدو سورية من بين الدول الأكثر سعادة على الإطلاق، وأن يحمل آذار هذا العام الفرح والسعادة لنسائنا وأمهاتنا ومعلماتنا، وأن يعيد البسمة إلى شفاه أطفالنا، ويبعد الكآبة عن مواطنينا ويعطيهم الثقة بالنفس ويجدد طاقاتهم وقدراتهم الإبداعية، ويرفع من روحهم المعنوية ليتغلبوا على معاناتهم ويعطوا من جديد.

تحية للمرأة في عيدها وكل آذار وأنتم بخير!

العدد 1107 - 22/5/2024