سورية في قلب العالم..

إذا كان الله يحب سورية، فلماذا تكرهونها أنتم أيها المعتدون؟

إذا كان الله قد بعث رسله وأنبياءه وقديسيه إلى هذه الأرض، فلماذا تريدون تدنيسها بوقع خطواتكم الثقيلة على إيقاع صواريخ التوما هوك واليورانيوم المنضب الذي يحرق الأخضر واليابس؟!

لم ننسَ بعد جمرايا..

ياروحي على جبل قاسيون، يوم توهج ظهره بنيران القصف الإسرائيلي.. تلك الليلة الشهيرة التي هزت العالم، بحجة ضرب مركز البحوث العلمية في جمرايا.. هزت العالم ولم تهز جبل قاسيون!

قالت أجهزة الرصد إن زلزالاً نشأ عن الضربة الإسرائيلية، وإن إسرائيل ضربت جمرايا فجراً، ولكي يرد السوريون على الضربة، قرروا إرسال أطفالهم صباحاً إلى المدارس، لأن المدارس هي أكبر مراكز للبحث العلمي في مستقبل الأمة!

كان قاسيون يغني: ياجبل مايهزك ريح! وكانت الأمهات يحضنّ أطفالهن في حارات جبل قاسيون: في الشيخ خالد والشيخ محيي الدين وعند زقاق النواعير وفي آخر بيوت ما قبل مقام الأربعين، ويهدهدن الأطفال الفزعين بأغنية (لجبلك طير الحمام).

وعند الصباح.. كانت الستاتي تأكل القمح في شوارع الشام.

أنتم لستم بشراً، ولو كنتم بشراً، لعرفتم أن لجبل قاسيون وجهين قويين يستند إليهما بصموده الخالد.. الأول ذلك الوجه المقابل للمدينة، وفيه مقامات الفلاسفة والقديسين والطيبين من أهل سورية، وهو وجه الإيمان.. والثاني في مراكز البحث العلمي التي ضربتها إسرائيل خلف ظهر قاسيون الخالد، وهو وجه العلم والمعرفة.

والمعتدون يكرهون هذين الوجهين..

يحمي دمشق سلاح الإيمان، وسلاح العلم..

فيوحنا المعمدان يشرع قبته الخضراء في قلب المسجد الأموي باتجاه السماء، وحنانيا يتكئ على عصاه ليمسح قشور المرض عن عيون ساسة الغرب الآثمين، لعلهم يعرفون الإثم الكبير في ضرب سورية.

وبين يوحنا المعمدان وحنانيا والشيخ محيي الدين والشيخ خالد.. انتصب قبر صلاح الدين الأيوبي عصارة مجد وتاريخ.

***

العالم خائف على سورية!

ارتفعت الصلوات في كل مكان من أجل سورية.. وعندما يخافون على سورية يخافون على التاريخ، وعندما يتركون سورية لأنياب الوحش ونيران التنين الأمريكي، فإنهم يخدعون أنفسهم بنزهة على فوهة بركان.

السوريون، يعرفون جيداً أن قدرهم الدفاع عن أرضهم وكرامتهم، وهذه المعرفة ليست بنت اليوم، إنها معرفة من طراز خاص ينبع من قلب الحب الأبدي للأرض التي انتقاها الله لتهبط عليها الرسالات السماوية.

فمن يقرأ المستقبل، ليعرف إلى أين تتجه ألسنة اللهب التي يشعلها المعتدون في أرض الرسالات المقدسة، وأرض العلوم المحصنة باليقين؟!

العدد 1105 - 01/5/2024