(أستانا 2 في 15 و16 وجنيف في 20 شباط والجيش السوري يحرر (تادف

الجيش السوري يحرر (تادف) من الدواعش

ومعارضو (الرياض) يحاولون نسف العملية السلمية

في خطوة عدها المحللون السياسيون مؤشراً على نجاح المساعي السلمية لإنهاء الأزمة السورية، دعت الدول الضامنة (روسيا وإيران وتركيا) ممثلي الحكومة السورية والمعارضة المسلحة، لعقد لقاء في (أستانا) للاتفاق على آليات مراقبة استمرار وقف الأعمال القتالية، ومسائل لوجستية أخرى، واستمرار الاستجابة للمساعي السياسية وخاصة لقاء جنيف في 20 شباط الجاري، وخطوت الفرز النهائي.. وفك أي ارتباط لهذه المجموعات مع (داعش والنصرة).

وفي الوقت ذاته، وكعادتهم يحول معارضو (الرياض) محاصرة جميع الجهود السلمية لإنهاء أزمة السوريين، ويدعمهم في سلوكهم هذ منذ البداية حكام السعودية وقطر الذين (تقوم قيامتهم) كلما نشأت ظروف جديدة تسمح بنجاح مساعي السلام، ولأنهم صدّقوا أنفسهم حين ادعوا تمثيل الشعب السوري في لقاءات سابقة، رغم استهجان المجتمع الدولي.. وغضب المواطنين السوريين، فهم يلجؤون اليوم إلى فرض إرادتهم على تشكيلة وفد المعارضة إلى لقاء جنيف.. ويوزعون (الحصص) على بقية المنصات المعارضة، فهم يحاولون التقليل من أهمية لقاء (أستانا) الأول لمجرد غيابهم عن حضوره، ويتوعدون بإجهاض أي تحرك سلمي لا يتماشى مع شروطهم لحل الأزمة السورية.

السوريون يفرقون دوماً بين المعارضين السياسيين الوطنيين.. الذين يضعون رؤيتهم لمستقبل سورية الواحدة.. ذات السيادة، الديمقراطية، العلمانية، والمعارضين الذين دعموا العدوان على سورية ويقفون وراء الإرهابيين، والذين تتلخص رؤيتهم بمبدأ (قم لأجلس مكانك).

في هذه الأثناء يواصل الجيش السوري مواجهته للإرهابيين في جميع المناطق، ويحرز نجاحات هامة كان آخرها منذ أيام حين حرر مدينة (تادف) في ريف حلب من سيطرة (داعش)، وأنزل بهم خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات، وقطع شريان الإمداد الرئيسي للدواعش، وهنا تبرز أهمية التنسيق مع قوات سورية الديمقراطية في مواجهة داعش والعدوان التركي. كذلك تستمر عمليات المصالحة الوطنية في أكثر من منطقة، ويترك المئات من المسلحين بنادقهم، ويلتحقون بالجهود المبذولة لإنهاء الأزمة السورية.

إن نوايا المجتمع الدولي السلمية وخاصة الإدارة الأمريكية الجديدة والدول الأوربية الكبرى على المحك، فلا يكفي وقوفهم كمتفرجين اليوم، بعد خطوات هامة تشكل دفعاً للعملية السلمية.

فليتوقف دعم الإرهاب في سورية والعراق، وليعمل الجميع وفق القرارات الدولية التي تؤكد مكافحة الإرهاب.. وليحرصوا على وحدة سورية وسيادتها على كل شبر من ترابها، ولتخرج القوات التركية المتعدية، وليحافظوا على خيارات الشعب السوري وحقه في اختيار مستقبله، ونظامه السياسي وقادته، حينئذ سيجد أبناء شعبنا طريقهم إلى التوافق.. والحوار وبناء سورية المتجددة الخالية من الإرهاب وفكره.. والتي تضمن دائماً وأبداً حرية المواطن السوري وكرامته وسعادته.

العدد 1107 - 22/5/2024