لافروف: المرحلة الراهنة أكثر ملاءمة لحل الأزمة السورية بشكل عملي

لافروف يؤكد الدور الإيجابي لإيران وحزب الله في محاربة الإرهاب بسورية

دي ميستورا: الوضع في الغوطة الشرقية يهدد مفاوضات جنيف

أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الجمعة 10 شباط (فبراير)، عن تفاؤل حذر لإيجاد حل عملي للأزمة السورية. وفي كلمة ألقاها بمناسبة عيد الدبلوماسيين الروس في موسكو قال لافروف إن الحديث عن اختراق قريب، على صعيد تسوية الأزمة السورية، سابق لأوانه، لكن (الوضع الراهن أكثر ملاءمة بكثير لأن نخطو خطوات عملية لحل الأزمة). وتابع الوزير: (كنا قريبين من بدء هذا العمل في أيلول (سبتمبر) الماضي، لكن الأمريكيين عجزوا عن الالتزام بالاتفاق الذي سبق أن توصلوا إليه معنا، مما جاء كدليل جدي على عدم قدرة إدارة أوباما على تنفيذ التزاماتها حول قضايا عديدة اتفقنا عليها معهم (مع الأمريكيين) ثم لم يستطيعوا عمل شيء من ذلك.

وقال: اقتنعنا بضرورة أن نقوم بخطوات ما عملية – سموها بالعلاج بالصدمة إذا شئتم- وانتهزنا فرصة العلاقات الروسية التركية، واتفقنا على مستوى وزارتي الدفاع في بلدينا على وقف إطلاق النار، علماً أن تركيا كان وما زال لديها تأثير على عدد كبير من القادة الميدانيين (من المعارضة السورية المسلحة).

ورأى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن منع إيران من المشاركة في الحرب ضد الإرهاب (غير براغماتي) داعياً إلى الاعتراف بأن حزب الله المدعوم من إيران هو أيضاً يحارب تنظيم (داعش).

وأوضح لافروف، في مقابلة مع قناة (إن تي في) الروسية، بثّت يوم الأحد 12 شباط (فبراير)، أن (استثناء إيران من المشاركة في التحالف الدولي ضد الإرهاب، لا أساس له) مضيفاً أنه إذا كانت هناك شكوك بخصوص إيران أو أي دولة أخرى في دعمها للإرهاب، فـ(دعونا ننظر فيها)

وقال وزير الخارجية الروسي إن منع إيران من المشاركة في محاربة الإرهاب أمر غير براغماتي، مشيراً إلى أن (الأمريكيين معروفون ببراغماتيتهم) كذلك دعا لافروف إلى الاعتراف بأن (حزب الله) المدعوم من إيران هو أيضاً يشارك في الحرب ضد تنظيم (داعش) الإرهابي.

وقال: (نعم، الآن الأمور بين الولايات المتحدة وإيران لا تسير على ما يرام) مشيراً إلى أنها ازدادت سوءاً أكثر مما كانت عليه الأوضاع في عهد الرئيس السابق باراك أوباما. وأشار لافروف إلى أن ترامب يتعامل مع الاتفاق النووي مع إيران بحساسية.

وأوضح أنه إذا كانت أولوية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هي محاربة الإرهاب، فإن (من الضروري الاعتراف بأن الجيش السوري هو من يحارب الإرهاب بالدرجة الأولى، بمساندة القوات الجوية الروسية، وكذلك فصائل أخرى تدعمها إيران، وبضمنها (حزب الله)، ولذلك سيكون من الضروري تحديد الأولويات).

وحول مخاوف إسرائيل من حصول حزب الله اللبناني على أسلحة روسية من سورية، قال  وزير الخارجية الروسي إن روسيا تريد أن تحصل من إسرائيل على دليل حول مزاعمها.

وأضاف لافروف: (إننا نقول في كل مرة، نحن نرفض بشكل قاطع انتهاك شروط الاتفاقات التي لا تسمح للبلد المستورد (للسلاح الروسي) أن يسلم أسلحتنا لأي جهة أخرى من دون موافقتنا).

من جهة أخرى، قال المبعوث الأممي الخاص إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، إن الوضع القائم في الغوطة الشرقية بريف دمشق يهدد المفاوضات السورية المقرر إجراؤها بجنيف في غضون الشهر الجاري.

وقال المبعوث الأممي، الجمعة 10 شباط (فبراير): (يشكل الوضع في الغوطة الشرقية خطراً محتملاً على الهدنة والمفاوضات المقبلة في جنيف). وتابع: (لقد تحدثنا كثيراً مع الروس والأتراك، وطلبنا منهم المساعدة في السيطرة على الوضع هناك، لأنه قد يؤدي إلى انهيار المفاوضات والهدنة).

كما أعرب المبعوث الأممي عن أمله في أن تستطيع المعارضة السورية تشكيل وفودها  إلى جنيف، حتى لا يضطر بنفسه إلى التدخل في هذه العملية.

ومن المقرر أن تنطلق الجولة الجديدة من مفاوضات السلام السورية في جنيف يوم 20 شباط (فبراير) الجاري. ولأول مرة، سينضم إلى الحوار ممثلون عن فصائل المعارضة المسلحة، وذلك بموجب اتفاق تم التوصل إليه خلال مفاوضات أستانا يومي 23 و24 كانون الثاني (يناير) الماضي بمشاركة الحكومة السورية والفصائل المسلحة، التي انضمت إلى نظام الهدنة.

العدد 1107 - 22/5/2024