الرئيس الأسد: إذا أرادت الولايات المتحدة أن تبدأ بداية صادقة في محاربة الإرهاب ينبغي أن يكون ذلك من خلال الحكومة السورية

أكد السيد الرئيس بشار الأسد، في مقابلة مع موقع (ياهو نيوز) الإلكتروني، أن الولايات المتحدة إذا أرادت أن تبدأ بداية صادقة في محاربة الإرهاب فينبغي أن يكون ذلك من خلال الحكومة السورية، لأنه لا يمكن إلحاق الهزيمة بالإرهاب في بلد دون التعاون مع شعبه وحكومته.

وفيما يلي فقرات من إجابات السيد الرئيس في المقابلة:

موقف الرئيس ترامب منذ بداية حملته الانتخابية لمنصب الرئاسة وحتى هذه اللحظة هو أن أولويته محاربة الإرهاب، ونحن نوافقه على هذه الأولوية، فهذا هو موقفنا في سورية، الأولوية هي محاربة الإرهاب، وهذا ما قصدته عندما قلت إنه واعد.

إذا أرادت الولايات المتحدة أن تبدأ بداية صادقة في محاربة الإرهاب ينبغي أن يكون ذلك من خلال الحكومة السورية، نحن هنا، نحن السوريين، نحن نملك هذا البلد كسوريين وليس أي أحد اخر، لا يمكن لأحد أن يفهم بلدنا مثلنا، وبالتالي لا تستطيع إلحاق الهزيمة بالإرهاب في أي بلد دون التعاون مع شعبه وحكومته.

نحن دعونا الروس، وقد كانوا صادقين فيما يتعلق بهذه القضية، إذا كان الأمريكيون صادقين فإننا نرحب بهم بالطبع كأي بلد آخر يريد محاربة الإرهابيين وهزيمتهم، بالطبع نستطيع أن نقول هذا دون تردد.

إن أي تعاون في أي صراع حول العالم يحتاج تقارباً بين الروس والأمريكيين، هذا جوهري جداً، ليس فقط بالنسبة لسورية.

المناطق الآمنة للسوريين يمكن أن تحدث فقط عندما يصبح هناك استقرار وأمن، وعندما لا يكون هناك إرهابيون، وعندما لا يكون هناك تدفق ودعم لأولئك الإرهابيين من قبل الدول المجاورة والدول الغربية، عندها يمكن أن تكون هناك منطقة آمنة طبيعية وهي بلدنا، الناس ليسوا بحاجة لمناطق آمنة على الإطلاق، الأكثر قابلية للحياة والأكثر عملية والأقل كلفة هو أن يكون هناك استقرار وليس إقامة مناطق آمنة، إنها ليست فكرة واقعية على الإطلاق.

فيما يتعلق بالسياسات التي اتبعتها منذ بداية الأزمة، فإنها تمثلت في دعم الحوار بين السوريين، ومحاربة الإرهابيين، ودعم المصالحة وقد نجحت هذه السياسات، وبالتالي فيما يتعلق بهذه السياسات أعتقد أننا كنا مصيبين، ونحن مستمرون على هذه الدعائم فيما يتعلق بهذه الأزمة، من أجل مستقبل سورية.

لا يهم ما أعتقد، المهم هو ما سيقوله القانون في قضية كل شخص ارتكب أي فعل ضد بلاده، مع الأخذ بعين الاعتبار أنا منحنا العفو في سورية لآلاف الأشخاص الذين ارتكبوا أفعالاً ضد بلدهم كجزء من المصالحة.

حلب كانت خطوة مهمة ضد الإرهابيين، في الحرب ضد الإرهاب، لكن لا أستطيع القول إنها كانت نقطة تحول، لأننا ما زلنا ماضين على نفس الطريق، في نفس الاتجاه، ولم نغير وجهتنا، ربما تكون نقطة تحول بالنسبة للإرهابيين، فهم الأولى بالإجابة، نقطة تحول بالنسبة لأسيادهم في الغرب وفي المنطقة، ربما قد تكون كذلك، لكن عليهم هم أن يجيبوا عن هذا السؤال، فلا أستطيع الإجابة نيابة عنهم.

جون كيري قال قبل بضعة أشهر وبصوته: (كنا نراقب داعش وهو يتقدم، وتوقعنا من خلال ذلك أن يقدم الرئيس السوري تنازلات)، ما الذي يعنيه هذا؟ أوباما قال في أحد خطاباته إن الحرب على العراق هي التي أوجدت (داعش)، إذاً، من الذي دعم (داعش)؟ لسنا نحن من أوجده، بل أنتم، الولايات المتحدة هي التي خلقت كل هذه الفوضى، من الذي دعم (المعارضة المسلحة) وسماها (معارضة مسلحة معتدلة)، بينما هم في الحقيقة (داعش) و(النصرة) في سورية، لسنا نحن من فعل ذلك، وبالتالي، فإنها ليست مؤامرة، بل هي حقائق، هذا هو الواقع، نحن لم نعط الأموال، ولم ندعم هؤلاء الإرهابيين، دولتكم هي التي دعمتهم علناً، كما فعلت بريطانيا وفرنسا، وقد صرحوا بأنهم أرسلوا لهم الأسلحة، لسنا نحن من فعل هذا، إنها ليست مزاعمي، بل هي مزاعم مسؤوليكم، بما في ذلك جو بايدن نائب الرئيس أوباما، هو تحدث عن السعودية ودول أخرى بأنها تدعم المتطرفين..

هل تستطيع أن تشرح لي كيف استطاعوا إلحاق الهزيمة بـ(داعش) في العراق، في الوقت الذي كان فيه (داعش) يتمدد في سورية منذ أن بدأ (التحالف الأمريكي) بشن هجماته…

بدأ ينحسر بعد التدخل الروسي، وليس بسبب التدخل الأمريكي، كيف تمكنوا من استخدام حقول نفطنا وتصدير النفط عبر آلاف الصهاريج إلى تركيا دون أن تراهم طائراتكم من دون طيار ولا أقماركم الصناعية، بينما تمكن الروس من ذلك وهاجموهم ودمروهم، دمروا جميع منشآتهم، كيف، هذه حملة تجميلية ضد (داعش).

بالطبع، كل حرب هي حرب سيئة، لا تستطيع التحدث عن حرب جيدة، دعنا نتفق على هذا، في كل حرب يسقط ضحايا، وفي كل حرب يدفع الناس الأبرياء الثمن. هذا هو الأمر السيئ في الحرب، ولهذا نريد أن ننهي هذه الحرب، لكن سقوط الضحايا لا يعني ألا ندافع عن بلدنا ضد الإرهابيين وضد الغزو الخارجي من خلال أولئك الذين يعملون وكلاء لدول أجنبية، مثل الدول الغربية والإقليمية، هذا بديهي.

هناك قواعد واضحة جداً كما في أي جيش، عندما تريد أن تدافع عن بلدك، فإنك تستخدم الأسلحة ضد الإرهابيين، هذه هي القاعدة الوحيدة التي أتحدث عنها، وهذه كل الوسائل التي يمكن أن تستخدمها من أجل الدفاع عن بلدك عسكرياً، إذا كنت أتحدث عن الجيش، فعلينا بالطبع أن ندافع عنه سياسياً، اقتصادياً، وبكل معنى الكلمة، لكن إذا كنت تتحدث من الناحية العسكرية، فإن التعذيب ليس جزءاً من الدفاع عن بلدك.

بالتأكيد، بالنسبة لي، في أي وقت لا يريدني الشعب السوري أن أكون في ذلك المنصب، سأغادر فوراً، هذا جواب بسيط جداً بالنسبة لي وليس علي أن أفكر فيه، ولست قلقاً بشأنه، ما يمكن أن يقلقني هو إذا كنت في ذلك المنصب دون أن أحظى بالدعم الشعبي، هذا سيشكل مشكلة كبيرة بالنسبة لي، ولا أستطيع تحملها، ولا أستطيع أن أنتج بأي حال، فيما يتعلق بالجزء الأول حول رؤيتي للحل، هناك دعامتان لذلك، تتمثل الأولى بمحاربة الإرهاب، فدون محاربة الإرهاب وإلحاق الهزيمة بالإرهابيين، لن يكون أي حل آخر مثمراً على الإطلاق، على الإطلاق، أي نوع آخر من الحلول، بموازاة ذلك، إجراء الحوار بين السوريين حول مستقبل سورية، وهذا سيشمل أي شيء وكل شيء، فيما يتعلق بالنظام السياسي بمجمله، سورية كلها بكل معنى الكلمة، ثم متى يمكن أن نجري الانتخابات، ويمكن أن يتم تشكيل حكومة وحدة وطنية، ثم تجرى انتخابات برلمانية، ومن ثم إذا فكر السوريون بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، أو أي نوع من الانتخابات الرئاسية، سيكون ذلك ممكناً.

لولا التفاؤل لما تمكنّا من القتال لست سنوات، المصدر الرئيسي للتفاؤل الذي كنا نشعر به هو أننا سنلحق الهزيمة بأولئك الإرهابيين وبأسيادهم، وبأننا سنستعيد الاستقرار في سورية، والأكثر أهمية من تفاؤلي هو تصميم الشعب السوري، فهذا مصدر مهم جداً للتفاؤل، دون ذلك التصميم، ما كنت لترى سورية في هذه الظروف الاستثنائية والصعبة جداً وهي لا تزال تتمتع بالحد الأدنى من الحياة، إن لم نقل بحياة طبيعية، فعلى الأقل بالحد الأدنى للبقاء، وأن تتمكن الحكومة من تقديم مختلف الخدمات والدعم، وما إلى ذلك.

العدد 1107 - 22/5/2024