بصراحة!….صفحة اليوميات التي أثارت ردوداً!

 لم أكن أتوقع أن تثير صفحة اليوميات التي كتبتها على صفحتي كل هذا الجدل بين الزملاء والأصدقاء، وكان ينبغي أن أنشرها أولاً في هذا المكان، لكن كثافة العمل جعلتني أسرع لنشرها هناك، لذلك سأنشرها كما هي، مع التنبيه إلى رغبتي بعدم الإساءة لأحد:

صفحة من اليوميات:وزير الإعلام يسأل: من هو عماد نداف؟

كثيرون كتبوا عن (الأستاذ) محمد حسنين هيكل قبل وفاته وبعدها. أما أنا فكان حلمي أن أراه دون أن أجرؤ على أن أتماهى مع شخصيته الفذة. المهم أن هذا الصحفي الكبير جاء إلى دمشق، وكنت قد أصبحت (صحفياً لا يعرفه أحد)..

قررت أن أطلب لقاء معه، فكان ذلك صعباً حتى أن أحداً في سورية لم يتمكن من لقائه.. ذهبت إلى جناحه في فندق الشيراتون بدمشق، وطلبت من السيدة هداية هيكل زوجته مساعدتي. اعتذرت. قالت هو مشغول مع سيادة الرئيس. أخبرتها أنني سأقيم في الجناح ولن أخرج حتى أقابله، هزت رأسها ضاحكة، ورحبت ثم قدمت ضيافة لطيفة، لكني غادرت بعد نصف ساعة ورحت أنتظر..

في اليوم التالي ذهبت باكراً. اتصلت بالسيدة هداية. قالت لي: أخبرته. انتظر في اللوبي.

بعد دقائق نزل هيكل وجلس مع الصحفي ياسر عبد ربه الذي كان موجوداً في اللوبي ومعه شخص لا أعرفه. عرّفته بنفسي، فاعتذر من الآخرين وذهب معي إلى مقعد آخر، وقال لي:

– أعتذر بشدة! كل الصحفيين يريدون مقابلتي، ولكن أنا صحفي وجئت إلى سورية لأقابل الرئيس حافظ أسد فقط!فقلت له:

– أحبطتني. لقد تركت دراستي في هندسة الجيولوجيا لأدرس الصحافة بسبب إعجابي بك، وأنت ترفض مقابلتي بعد ثلاثة أيام من الانتظار!

رد هيكل بين جدّ ومزاح:

– أنت عايز تبيع الميّه بحارة السقّايين؟! فقلت بعفوية: نعم!

صمت قليلاً، وقال: غداً قبل أن أسافر صباحاً انتظرني.

في اليوم التالي جئت. كان يجلس مع وزير الإعلام وقتذاك الدكتور محمد سلمان في غرفة الاستقبال. قال للوزير: الصحفي عماد عايز مقابلة، وأنا وافقت. فسألني الوزير: من أنت؟ أين تعمل؟ فتدخل الأستاذ يوسف مقدسي وكان موجوداً، فعرّفه بي أنني في الإذاعة والتلفزيون. وهنا تدخل هيكل، وسأل: إزّاي لا تعرفه وأنت وزير الإعلام؟ ده اللي كتب كتاب خالد بكداش!

أحرج كلام هيكل الوزير، فقال لي مستدركاً الإحراج: أريد اللقاء مفرغاً على طاولتي فور عودتي من المطار. ورفض هيكل إجراء المقابلة بوجود الوزير، فانسحب الدكتور محمد سلمان باحترام، وأخذت منه 10 دقائق لإذاعة دمشق تناقلتها كل وكالات الأنباء، لأنه دعا فيها إلى لقاء تاريخي بين الرئيسين حافظ الأسد وصدام حسين!

وكانت تلك محطة أعتز بها لأنني لا أزال أشعر أن الصحافة أصعب المهن، وأشعر أيضاً أن الصحفي في سورية غير قادر أن يكون صحفياً.. نعم، غير قادر، فأنا عجزت بعد أن وصلت إلى الستين!!!

ملاحظة: بإمكان كل من يود قراءة ردود الفعل الكثيرة العودة إلى صفحتي على الفيس بوك!

العدد 1107 - 22/5/2024