المفارقات بين «معركة» وأخرى!

إنه الاقتصاد يا غبي…!)، صرخة أطلقها مرشح أمريكي للرئاسة في مواجهة مرشح آخر.. هذا منذ سنوات… أما اليوم فلا يزال الاقتصاد يلعب دوراً مركزياً في انتخابات الرئاسة الأمريكية، فالمرشح الجمهوري (رومني) ينتقد السياسة الاقتصادية للرئيس الأمريكي الديمقراطي (أوباما)، ويقول عن هذه السياسة إنها (متصلبة)، في حين يقول أوباما عن الخطة الاقتصادية لرومني إنها غير واقعية، فهو (أي رومني) يريد أن يستفيد الأثرياء منها. وربط أوباما بينها وبين خطة الرئيس السابق بوش، وهي الخطة التي يحمّلها أوباما مسؤولية الأزمة الاقتصادية (بطالة تتزايد وعجز يتفاقم)، وتتوالى الاتهامات المتبادلة التي تدور حول السياسات الاقتصادية والمالية وتتمحور حولها (المعركة) الانتخابية.

 

في دولة ما: تشتعل نيران (معركة) من نوع آخر، يُقتَل الآلاف، ويهجَّر مئات الآلاف الذين ينتشرون في المدن والقرى والبوادي بحثاً عن مكان آمن، كما ينتشرون في البلدان المجاورة وإلى ما هو أبعد… ورغم أن الأسباب الاقتصادية والاجتماعية تقع في خلفية (المعركة)، إلا أننا لا نقرأ ولا نسمع من طرفَيْ الصراع (المعركة) سوى كلمات عامة لا طائل منها. وتتوالى الاتهامات المتبادلة حول التخوين والارتباط بالخارج وإسقاط النظام ومسؤولية القتل، وكأن الواقع الاقتصادي والاجتماعي خارج نطاق المعركة، وكأن معدلات البطالة والعجز المتفاقم لا علاقة لهما بخلفية المعركة، وكأن الفقر والاستبعاد والتهميش الاجتماعي ليسا مركز المعركة.

ويبقى الصراع ورحى المعركة دائراً بين أطراف الصراع حول من (سينتصر)! ولكن لم يُطرح السؤال: من سيدفع الثمن؟ وإلى متى؟! هذا ما ستجيب عنه الأيام… والأشهر… والسنوات… والعقود القادمة!

العدد 1104 - 24/4/2024