لا يمكن..
محمد أنجيله:
لا يمكن تغيير مسار أي إنسان أو تغيير قناعاته، إذا كان هذا المسار يخدمه.
فمنذُ الأزل والصراع على أشدّه بين مختلف مكونات هذا الكون. ولايزال الإنسان ملتصقاً بـ(أناه الذاتية) ما استطاع إلى ذلك سبيلا. ولا يمكن قول الحق والحقيقة إذا كان ينال من الباطل أو بعضه نصيبا. ولن يكون عادلاً من تلقاء نفسه إلا إذا كانت هناك قوة تلزمه بذلك.
ولن يكون الركون والاستماع للخطب العصماء وإبراز مظاهر التديّن والإيحاءات بإقامة الشعائر قوة الحجة على نبالة النوايا الحسنة والطيبة. أيضاً يُخاف من توظيف العلم والمعرفة والثقافة والمعلومات في خدمة المصالح المشتركة أو المتناقضة وهذا ما يحصل على خرزتنا الزرقاء كل يوم.
من قال لكم إن الأشعار الجميلة وصياغة رسائل الحب والجمال هو دليلٌ على صفاء السريرة.
كثيرون يلبسون أقنعة مزيفة ليصلوا إلى الهدف المنشود. فالعلاقات الإنسانية كلها محورها المصالح، لكننا لن نعمم ولو في الحد الأدنى.. فالحياة نفسها تفرز الغث من السمين.
لكن ربما نستنتج أن الشر أقوى من الخير، وهذا ما نلمسه في النوايا والسرائر.
فالمصالح سابقة للمبادئ، وتتقدم عليها.
فكثيرون ممن حاولوا إقناعنا ببريق الذهب الخالص، سقطوا في المسار الحياتي والزماني ببقع من الصدأ الملوث.
ولكن من ناحية أخرى ليس كل متعلم أو مثقف هو مدّعياً وزائفاً.
المشكلة الحقيقية تكمن في صعوبة التمييز بين هذا وذاك إلا بعد خبرة قد تطول.. وقد يتذبذب هذا بين الصدق والزيف، لكننا مضّطرون لخوض غمار تجربة حياتية قد تطول للتمييز بين نمطين في الحياة، وهما: الزائف، والحقيقي.
في الختام، ما أريد قوله: إن انهيار النظم الأخلاقية والإنسانية مرتبط بانهيار المستوى الاقتصادي، وهذا لا يحتاج إلى براهين. فالعوز والفاقة والحرمان هو انهيار مجتمعي للفئة الوسطى حاملة الإبداع، وبالتالي هو مُولّد للاختلال والسقوط القيمي والأخلاقي.