معهد عشتار للفنون يقيم معرضه السنوي تحت شعار: تحية لحماة الديار في ثقافي طرطوس
الحديث عن الفن يعني الحديث عن الرقي وعن الحضارة، وعن خروج الإنسان المهموم والمنهك بمستلزمات الحياة إلى واقع الخيال والسحر، لينسج من ذلك الواقع عالماً رحباً يفيض بالحلم وبالجمال والروعة. وانطلاقاً ممّا للفن من أثر واضح على مسيرة الإنسان بشكل عام، أقام معهد عشتار للفنون بإدارة الفنانة التشكيلية مهى محمد معرضه السنوي في المركز الثقافي العربي بطرطوس وسط حضور جماهيري كبير تقدمه السيد نزار موسى محافظ طرطوس وعدد من الفعاليات الرسمية والشعبية.
تنوعت اللوحات، فمنها ما يصوّر الطبيعة بكل ما تحوي من جمال وبساطة، واكتشاف هذه المواهب لدى أطفالنا الذين مازالت ذاكرتهم تحتفظ بالكثير من معالم الجمال من الأشياء الهامة كما أكد الإعلامي هيثم محمد: مجرد اكتشاف هذه المواهب والعمل على صقلها هو عمل جبّار ورائع، وبرأيي الشخصي إذا اشتغلنا على الأطفال فهذا يعني البناء الحقيقي للمجتمع، وأتوجه بالشكر لكل من ساهم في هذا العمل العظيم. في حين ركّز الأستاذ محمد خضر مدير المركز الثقافي بالدريكيش على بناء الشخصية عند الأطفال وانعكاس استقرارها من خلال اللوحات وعدم تأثرها بما يجري، أمّا السيد عدنان سعيد فقد أوضح أنّ الاهتمام بالطفل يجب ان يكون من أولى الأولويات.
اللوحات عكست نفسية متزنة للأطفال واستقراراً وجدانياً، وهذا ما أشاد به الشاعر سائر ابراهيم الذي قال بأن تعدد المواضيع يعطي صورة عن تعدد الهموم لدى الطفل وهذا جيد.. تأثير الأزمة ضئيل على طفلنا وهذا جيد لأنه ليس المطلوب من طفلنا ان يكون مراسلا حربياً. السيدة الهام سلمان تحدثت عن سعادتها بهذا العمل المبدع وهذه التظاهرة الكبيرة مؤكدة على ضرورة أن تبقى الطفولة بمنأى عن كل التشوّهات ويبقى تعلقها بالجمال فقط وبحب الوطن والإخلاص له.. الفنان شادي ادريس ركّز على ضرورة الاهتمام بهؤلاء الأطفال ومتابعتهم وأضاف: اللوحات تدل على وعي طفلنا وقدرته على عدم التأثر بالأفكار الدخيلة والغريبة عنه. عدد من المشاركين عبّروا عن سعادتهم بهذه التظاهرة نذكر منهم: ريم ابراهيم ، ميس يونس، رند ابراهيم، مرام ومادلين محمد، علي وهاني حسين، علي وآية محفوض، لبنى، نور درويش، فاطمة وغيرهم.
الفنانة مهى محمد أعربت عن سعادتها بنجاح هذه التظاهرة، وأكدت أنها ستبقى وفيّة لعملها، وأضافت: الآن تأكدت أننا نسير على الطريق الصحيح.. القدرات الذهنية لدى أطفالنا كانت رائعة.. القدرات الفنية تحتاج إلى تضافر الجهود بين الأطفال والأهل والمرسم.. لا نريد تشويه الطفولة بمناظر القتل وغيرها. أنا راضية تماما عن المعرض وخير دليل على ذلك هذا الإقبال.
كلمة شكر لابد منها للعاملين في ثقافي طرطوس وعلى رأسهم مديرة المركز السيدة منى اسعد.