9 أيار نقطة تحوّل في تاريخ البشرية

يُعتبر انتصار الاتحاد السوفيتي على النازية في أيار 1945 نقطة تحوّل تاريخية وسياسية في العالم أجمع، فقد قهر طغيان العنصرية والرأسمال في العالم آنذاك، وقدّم مثالاً يُحتذى في الصمود والثقة بالذات، والقدرة على تحدي أعتى الإمبراطوريات السائدة في ذلك الوقت، على الرغم من العدد المروّع الذي قدّمه من شهداء، ورغم أنه كان حينذاك يضع المداميك الأساسية لبناء دولته العظمى، التي وضعت لاحقاً حدّاً لأطماع الدول الاستعمارية من جهة، وعملت على تحرر العديد من الدول المُستَعمَرة واستقلالها من جهة أخرى. وهنا، لا يمكننا كسوريين إلاّ أن نتذكّر بوفاء أن أوّل مرّة لجأ فيها الاتحاد السوفيتي لاستخدام حق الفيتو كانت لصالح استقلال سورية عن فرنسا عام 1946

لقد أدى هذا الانتصار إلى خلق تجارب اشتراكية في العديد من بلدان العالم النامية أو المتطورة، في أوربا أو آسيا وأفريقيا، إضافة إلى محاولة تعميم الحالة الثورية في بقاع مختلفة من العالم كان أهمها الوصول إلى عقر دار الرأسمالية الأمريكية. كما عمل على فضح الممارسات العنصرية للنازية، التي كانت البذرة الأساسية لعنصريات أخرى في العالم كالتمييز العنصري في جنوب إفريقيا والولايات المتحدة، وخلق دولة إسرائيل العنصرية التي ما زالت تمارس أقذر أنواع العنصرية ضدّ الفلسطينيين خصوصاً، والعرب عموماً، إضافة إلى التمييز العنصري الذي تمارسه على مواطنيها المنحدرين من أصول مختلفة من العالم.

وانطلاقاً من كل ما ذكرنا، لا بدّ لجميع شعوب العالم أن تُحيي ذكرى الانتصار على النازية بكل طاقاتها، وبكل الأشكال التي يمكن أن تُبقي على هذه الذكرى شعلة دائمة الاتقاد في ذاكرة المستضعفين وأذهانهم، في أرجاء المعمورة كافة. 

العدد 1140 - 22/01/2025