الحد الأقصى للخسارة التي لا تُعوّض أبداً

الحد الأقصى للخسارة، التي لا تُعوض أبداً.. هي خسارة الأرواح البشرية، ومن عانى مرارة الفقدان يدرك تماماً جوهر ما أرمي إليه، فالحروف سئمت الحرب وقاموسها. والشهداء الذين يُحتفل كل عام بقيمة ما أعطوه أدركوا قبل استشهادهم أن أبناءهم في أيدٍ أمينة تحفظ حقوقهم ومستقبلهم.

لم تقتصر جهود الدولة السورية على تأدية الأنشطة التخليدية لكل من نالت من نبضه الحرب، بل كانت جهودها سلسلة من الواجبات حيال ذوي الشهداء.

ففي المنظور العام يبدو هذا اليوم ذكرى للقادة الأبديين لما يحمله من دلالات ومعاني. لذا كان لا بدّ من وجود الكثير من المحطات التي تتزامن مع هذه الذكرى، ولعلّ إحداها ما يُعرف بمِنح ذوي الشهداء، وأولويتهم في عمل الحكومة لإعطائهم فرصة حقيقية للمشاركة في المسابقات التي تُعلن عنها، وذلك ضمن نسبة 50% المخصصة لأبنائهم وذويهم. أما عن والديّ الشهيد فهما ولا شكّ ضمن رعاية الحكومة المباشرة، فإن كان الشهيد أعزبَ فإن كامل راتبه سيعود إليهما مناصفةً، فضلاً عن ضوابط تقديم ذوي الشهداء في الجامعات والمعاهد والتي تُعدّ من التسهيلات في سبيل تحقيق الفرص الأفضل لهم.

بيد ان ماتعمل عليه الحكومة ليس التوظيف فقط، بل هناك برامج تنموية تمكينية تستهدف أبناء الشهداء بالدرجة الأولى. وعلاوة على ماديات ما ذكرنا، قدمت الحكومة السورية الدعم المعنوي لذوي الشهداء والجرحى والمفقودين عبر المقابلات الفردية واللقاءات مع رئاسة الدولة مباشرةً، وذلك تنفيذاً للدعم الإنساني وتوجيهاً لنيل حقوقهم الممنوحة من قبل الدولة، ذلك أن تخفيف معاناة ذوي الشهداء كانت ولا تزال من أولوياتها، وأحد أهم متطلبات المرحلة الآنية لتصبح هذه الفئة تحت المجهر الأوحد لاهتمامات الدولة.

لكن سيبقى للعنوان الأعلى حضوره في ظلّ كل ما جرى الحديث عنه من إنجازات وأفضليات لذوي المعنيين في هذا المقال أن خسارتنا جميعاً لأولئك الشهداء لا تُعوّض أبداً، وجلّ ما قُدِّمَ وما سيقدّم لا يفي هذا الجانب الحسّاس من الخسارة للأهل والوطن.

العدد 1140 - 22/01/2025